لماذا سويسرا ليس لها جيش، تتمتع كل دولة بالاقتصاد والتجارة والصناعة الخاصة بها، اضافة الى القوة العسكرية الأساسية لكل دولة من دول العالم، إذ يتم تجنيد المواطنين الحاصلين على جنسية الدولة في الجيش سواء بشكل تطوعي أو اجباري عند بعض الدول العربية والأجنبية، بحيث يشكل الجيش حائط الصد لأي عدوان أو هجوم على الدولة من الدول الأخرى، ولحماية الأراضي واستقرارها، ولكن لماذا لا تملك دولة سويسرا جيشا مثلها مثل باقي دول العالم.
لماذا لا تمتلك دولة سويسرا جيشًا

منذ زمن بعيد لم تدخل سويسرا في أي حرب ولم تكن منتمية لأي طرف من الأطراف، لذا فإن القوة العسكرية في سويسرا تدافع فقط عن الأمن الداخلي للبلاد، والجدير بالذكر أن سويسرا لديها جيش يعرف باسم الجيش المسلح القوات سويسرية لكنها ليست كبيرة حيث يبلغ عدد أفرادها 147.075 جندياً، ولا تمتلك سويسرا قوة بحرية لأنها لا تطل على أي بحر رغم ذلك، لا يوجد بلد في العالم يجرؤ على غزو سويسرا، ولا حتى هتلر نفسه هو الذي أمر باحتلالها، وتعتبر سويسرا من الدول التي ليس لها عاصمة ولا رئيس، لكن الدولة يحكمها مجلس من سبعة أشخاص.
هل تعتبر سويسرا دولة محايدة

تبنت سويسرا نهج الحياد منذ مئات السنين، وتشكلت عام 1291 م من خلال تحالف الكانتونات ضد عائلة هابسبورغ، وأصبح هذا التحالف يعرف باسم الاتحاد السويسري، ومن الجدير بالذكر أن الكانتونات هي مجموعة من الحكومات المستقلة الدول التي حافظت على وحدتها دفاعا عن الحريات كانت سويسرا دولة قوية دخلت في الحروب مثل البلدان الأخرى في عام 1515، شن حربًا مع فرنسا حصدت أرواح الآلاف كانت تعرف باسم معركة مارينيانو شكلت هذه المعركة نقطة تحول في تاريخ الدولة السويسرية التي التزمت بالحياد واتخذت موقف الدولة التي تدافع فقط عن نفسها.
أعقاب معركة مارينيانو

تجدر الإشارة إلى أن سويسرا كانت بعيدة عن الحياد خلال العصور الوسطى، حيث شارك أكثر من مليون مرتزق سويسري في حروب مختلفة على مر القرون تقدم السويسريون خلال معركة مارينيانو إلى المواقع التي تواجد فيها الفرنسيون عبر المستنقعات التي فصلت الجيشين، لكنهم انسحبوا في منتصف الليل، ليبدأ القتال في اليوم التالي لأكثر من ثماني ساعات متواصلة أجبرت القوات الفرنسية السويسريين على الانسحاب وألحقت بهم هزيمة ثقيلة ثم أدركت سويسرا أن أفضل حل لحماية أرضها وجنودها هو السلام والحياد.
طريقة حياد سويسرا في القانون الدولي

فيما يلي بعض النقاط التي أدت إلى الاعتراف بسويسرا كدولة محايدة بموجب القانون الدولي، مع الإشارة إلى بعض الأحداث في الدولة:
- وصفت نفسها كدولة محايدة بشكل صريح في عام 1647 م، قبل أن يتم الاعتراف بسويسرا كدولة محايدة بموجب القانون الدولي في مؤتمر فيينا عام 1815 م.
- طورت بنيتها السياسية باعتماد دستور عام 1848 م، حيث ضمن دستورها المبادئ الليبرالية وساهم في الفصل بين السلطات، بالإضافة إلى اعتماد النظام البرلماني المكون من مجلسين في البلاد.
- عانت سويسرا من صراع داخلي قبل عام 1848 م، لكنها بدأت في بداية القرن التاسع عشر تنعم بالهدوء والسلام.
- تم تشكيل الاتحاد السويسري من خلال دمج أكثر من 3000 بلدية تقع في 26 كانتونًا، 6 منها تعرف باسم decantons، ثم دمج جميع الكانتونات الناطقة باللغة الإيطالية والفرنسية، وكذلك المناطق الريفية، من نهاية القرن الثامن عشر حتى منتصف القرن التاسع عشر مئة عام.
الشعب السويسري

تتميز سويسرا بتنوع شعبها من أصل إيطالي وألماني وفرنسي، وتعتبر هذه الخاصية من أكثر ما يميز البلاد، وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 1996 اعتمدت سويسرا اللغة الرومانشية كلغة رسمية للبلاد على الرغم من اعتراف دستوري باللغات الإيطالية والألمانية والفرنسية، وتتحدث نسبة كبيرة من السويسريين الألمانية (3/5 من السكان)، بالإضافة إلى الفرنسية التي يتحدث بها خُمس السكان.
لماذا سويسرا دولة غنية

تعد سويسرا من بين أغنى دول العالم، حيث يبلغ دخل الفرد فيها مرتفعًا جدًا، نظرًا لتنوع الأنشطة الاقتصادية في البلاد، حيث يعتمد 4٪ من المواطنين على الزراعة، مما يجعلها واحدة من الدول الغنية التي تنتجها سويسرا كما تشتهر بصناعة الألبان الخاصة بها، فهي تصدرها للخارج بكميات كبيرة جدًا، وعلى الرغم من امتلاكها للثروة المعدنية، إلا أنها تولد الكهرباء من الشلالات، بالإضافة إلى تميزها في الصناعات الكيماوية، وصناعة الأدوات الكهربائية والطبية، واقتصادها يعتمد إلى حد كبير على السياحة.
تعد سويسرا البنك الدولي لكافة دول العالم، إذ أن رجال الأعمال واللاعبيين الرياضيين والفنانيين وحتى بعض رؤساء العالم، يضع أمواله ويحتفظ بها بالبنوك السويسرية لإعتمادها على الحصانة الدولية من أي هجوم، والتي جعلتها من أكثر دول العالم أمنا ما ساعد ببناء اقتصادها بشكل قوي.