صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان، روي عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، وبعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام اهتم العلماء بعلم الحديث، فجمعوا كل الأحاديث المنقولة عن النبي، وتثبّتوا من صحّتها وعدالة رواتها واتصال السند فيها، وبناءً على هذه العوامل وغيرها صنف العلماء الأحاديث إلى صحيحة، حسنة، ضعيفة، وأصبح المسلمين يتثبتون من صحة الحديث قبل روايته، ومن صور ذلك التساؤل الشائع عبر مواقع الإنترنت المختلفة بشأن صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان.
صحة حديث ليلة النصف من شعبان
مع حلول شهر شعبان، ومع اقتراب ليلة النصف منه، كثرت الاحاديث النبوية التي تختص بالحديث عن فضائل هذه الشهر والعبادات والطاعات التي يؤديها المسلمون خلاله وبالتحديد في ليلة المنتصف منه، وليست كل الأحاديث المروية أحاديث صحيحة، لذلك يلجأ المسلمون إلى التثبت من صحة الحديث قبل الأخذ به والعمل بماء جاء فيه والابتعاد عما نهى عنه، ومن أكثر الأحاديث روايةً في هذه الأيام هو الحديث المتعلق بليلة النصف من شعبان، ونص الحديث هو:
“إذا كانت ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ فقوموا ليلَها، وصوموا نَهارَها، فإنَّ اللَّهَ يَنزِلُ فيها لغُروبِ الشَّمسِ إلى سماءِ الدُّنيا، فيقولُ: ألا من مُستغفِرٍ لي فأغفرَ لَه! ألا مُسترزِقٌ فأرزقَهُ ألا مُبتلًى فأعافيَهُ ألا كذا ألا كذا حتى يطلُعَ الفجرُ“
حديث ليلة النصف من شعبان
روى حديث ليلة النصف من شعبان ابن ماجه، وأخرجه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، وقال فيه: موضوع السند، وقد تم تصنيف هذا الحديث من حيث درجة صحته إلى حديث ضعيف جدًا أو موضوع، والحديث الموضوع هو الحديث المكذوب عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع من الأحاديث لا تجوز روايته أو ذكره إلا بغرض تحذير الناس منه، كما روى ابن ماجة كذلك في باب الأحاديث الموضوعة الحديث الذي أخرجه بسند عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافعا رأسه إلى السماء فقال: يا عائشة أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله، قالت قد قلت وما بي ذلك. ولكني ظننت أنك أتيت بعض نسائك، فقال إن الله تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأ كثرمن عدد شعر غنم كلب.
أحاديث لا تصح عن شعبان
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض الأحاديث المتعلقة بشهر شعبان، وتم تصنيفها من حيث درجة صحتها، ومنها:
صلاة ليلة النصف من شعبان ودعاؤها، الصلاة الألفية، وكذا الدعاء ليلة النصف من شعبان: اللهم يا ذا المنِّ ولا يُمن عليه، أو الدعاء ليلة النصف من شعبان: إلهي بالتجلِّي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرَّم. حديث موضوع.
“تُقطع الآجال من شعبان إلى شعبان, حتى إنَّ الرجل يَنكح ويُولد له، وقد خرج اسمه في الموتى” لا يصح.
“قيل: يا رسول الله, أيُّ الصوم أفضل بعد رمضان؟ فقال: صوم شعبان؛ لتعظيم رمضان”. حديث منكر.
“في ليلة النصف من شعبان يُوحي الله إلى ملَك الموت بقبْض كل نفَس يريد قبضها في تلك السَّنة”، لا يصح.
“يا عليُّ، مَن صلَّى مِئةَ ركعةٍ ليلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ فاتحةَ الكتابِ، و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} عشرَ مرَّاتٍ؛ إلَّا قضَى اللهُ لهُ كلَّ حاجةٍ”، حديث موضوع.
“إذا كانتْ ليلةُ النصفِ من شعبانَ نادَى منادٍ: هل من مُستغفرٍ فأغفرَ لهُ، هل من سائلٍ فأُعطيَهِ؟ فلا يَسألُ أَحَدٌ شيئًا إلا أُعْطِيَ إلا زانيةٌ بِفَرْجِهَا أو مُشركٌ”، لا يصح بهذا اللفظ.
“عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: فَقدْتُ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم ذاتَ ليلةٍ، فخرَجْتُ أَطْلُبَهُ، فإذا هو بالبَقيعِ، رافِعٌ رأسَهُ إلى السَّماء، فقال: يا عائشةُ، أكنتِ تَخافينَ أنْ يَحِيفَ اللهُ عليكِ ورسولُهُ؟ قالتْ: قدْ قلتُ، وما بي ذلكَ، ولكنِّي ظننْتُ أنَّكَ أتيْتَ بعضَ نسائِكَ، فقال: إنَّ اللهَ تعالى يَنزِلُ ليلةَ النِّصْفِ مِن شعبانَ إلى السَّماءِ الدُّنْيا، فيَغفِرُ لأكثرَ مِن عددِ شعَرِ غَنَمِ كلب”، حديث ضعيف.
وبذلك نكون قد بيّنا لكم من خلال هذا المقال درجة صحة حديث اذا كانت ليلة النصف من شعبان، كما ووضّحنا عددًا من الأحاديث الأخرى المتعلقة بشهر شعبان وفضله، و وضّحنا درجة كل منها حسبما أخرجه علماء الحديث الشريف.