عيد الام هل حرام ام حلال، يصادف يوم الواحد والعشرين من شهر مارس/آذار من كل عام الاحتفال بيوم الأم، ومع اقتراب هذا التاريخ لهذه السنة بدأت التساؤلات تنتشر حول حكم الاحتفال بعيد الأم، وإذا كان الاحتفال به جائز شرعًا في الدين الإسلامي أو لا، ويستنبط علماء الدين هذه الأحكام من أجل إصدار الفتاوى الشرعية بالاعتماد على مصادر التشريع الإسلامي وهي القرآن الكريم والسنة النبوية، وفي هذا المقال سنقوم بالإجابة على سؤال عيد الام هل حرام ام حلال.
إجازة الاحتفال بعيد الأم

بعد البيان الصادر عن دار الإفتاء المصرية والذي تم نشره على حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي تويتر، والذي يفيد بإجازة الاحتفال بيوم الأم في التشريع الإسلامي، وجاء في نص التدوينة المنشورة ما يلي: الاحتفال بـ”يوم الأم” أمرٌ جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، بل هو مظهرٌ من مظاهر البر والإحسان المأمور بهما شرعًا على مدار الوقت، الأمر الذي أثار الجدل بشكل كبير بين المسلمين من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت دار الإفتاء المصرية قد فصّلت هذا الحكم بالجواز في تدوينة سابقة لها من خلال صفحتها الرسمية على فيسبوك في عام 2015م.
حكم الاحتفال بعيد الأم

توجه سؤال إلى مفتي المملكة العربية السعودية الأسبق الشيخ محمد بن صالح العثيمين حول حكم الاحتفال بعيد الأم، وكان قد أجاب على السؤال في تدوينة قام بنشرها على الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص به، والتي جاء فيها: “كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة، ما كانت معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشؤها من غير المسلمين أيضاً، الأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام، وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع، وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد وجدت بعد ذلك.. وإذا تبين ذلك فإنه لا يجوز العيد الذي ذكرته السائلة، والتي سمته عيد الأم، لا يجوز فيه إحداث شيء من شعائر العيد، كإظهار الفرح والسرور، وتقديم الهدايا، وما أشبه ذلك..”
موقف الإسلام من تكريم الأم

جاءت الشريعة الإسلامية بتكريم الأم وحض الأبناء على بر الأمهات في كل وقت وحين، وقد ورد ذلك في النصوص الإسلامية الصريحة من القرآن الكريم والسنة النبوية، فيجب على المسلمين الاكتفاء بما شرعه الله لهم من بر الأم وتعظيمها وتقديرها والإحسان إليها والإصغاء لها في المعروف كل وقت، كما حذرت الشريعة الإسلامية من الخوض في محدثات الأمور التي حذر الله سبحانه وتعالى منها، والتي فيها مشابهة أعداء الله وأعداء الدين من اليهود والنصارى، والسير في ركابهم، واستحسان ما استحسنوه من البدع، وهذا الأمر غير متعلق بالأم وحدها، فقد شرع الله سبحانه وتعالى للمسلمين بل وفرض عليهم بر الوالدين وتقديرهما وتكريمهما والإحسان إليهما، كما حذر سبحانه وتعالى من العقوق والقطيعة، وخص الأم بعناية وبر أكثر، لأن رعايتها للولد أكبر، وتنال من المشقة في الحمل والرضاعة والتربية أكثر مما ينال الرجل.
النصوص القرآنية في بر الأم

وردت العديد من الآيات القرآنية التي ترفع من مكانة الوالدين وتحض على برهما وطاعتهما، وبعض الآيات خصّت الأم بذلك، ومن هذه الآيات:
- قوله تعالى في كتابه العزيز: وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا”.
- كما قال أيضُا: “وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”.
- وقال في سورة محمد: “فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ”
وتجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية قد أجازت الاحتفال بالأم وتكريمها في هذا اليوم، حيث أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع أو يحرم وجود مناسبة يتم فيها تكريم الأم، وفيها تعبير من الأبناء عن حبهم وبرهم وفرحهم بوجود أمهاتهم، وقد اتفق في هذا الحكم الإفتاء المصري، والأردني، والمجلس الإسلامي للإفتاء في بيت المقدس.