هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط، يعتبر شهر شعبان أحد شهور السنة الهجرية، والذي يسبق شهر رمضان مباشرة، ولهذا الشهر مكانة عظيمة عند المسلمين، و ورد في فضله من الأحاديث النبوية الكثير، كما أن الصيام في هذا الشهر تحديدًا له أجر وثواب عظيم من الله سبحانه وتعالى، ومع اقتراب يوم منتصف شعبان، يبحث الكثير من الناس عن حكم جواز صيام يوم منتصف شعبان دون ما قبلهه وما بعده، لذلك فإننا سنجيب لكم في هذا المقال على سؤال هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط.

أحاديث فضل العبادة في شعبان

أحاديث فضل العبادة في شعبان
أحاديث فضل العبادة في شعبان

ورد في فضل شهر شعبان، والصلاة والصيام والعبادة في منتصف العديد من الأحاديث التي تم نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلمن وهذه الأحاديث لم يتم تصنيفها ضمن الأحاديث الضعيفة، إنما قد عًرفت بأنها أحاديث موضوعة وباطلة، ولا تجوز روايتها إلا للتحذير والتنبيه منها، حيث لا يحِل الأخذ بها والعمل بمقتضاها، لا في فضائل الأعمال ولا في غيرها.
وقد أجمع عددٌ من أهل العلم في بطلان هذه الروايات، ومنهم: ابن الجوزي، ابن القيّم الجوزية، أبو شامة الشافعي، والعراقي، كما نقل الاتفاق على بطلانها شيخ الإسلام في “مجموع الفتاوى”.

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان
حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

بحسب ما أشار إليه الشيخ ابن باز، فإن الاحتفال بليلة النصف من شعبان، سواء بالصلاة أو غيرها من العبادات، أو تخصيص هذا اليوم بالصيام، هو بدعة منكرة عند الكثير من أهل العلم، وليس له أساس في الشرع الإسلامي، فلم يرِد في أي من مصادر التشريع الإسلامي الأساسية وهي القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله أن ليلة النصف من شعبان لم يرِد فيها حديث صحيح،

إنما كل الأحاديث التي قد وردت فيها هي أحاديث موضوعة أو ضعيفةن ولا أصل لها، كما أن ليلة النصف من شعبان ليس لها خصوصية عن بقية ليالي شعبان سواء بالصلاة أو الذكر أو القراءة، فيما قد قال آخرون أن لها شيئًا من الخصوصية، لكن هذا القول ضعيف، حيث لا يجوز أن يتم تخصيص ليلة المنتصف من شعبان بأي شيء.

حكم تخصيص يوم منتصف شعبان بالصيام

حكم تخصيص يوم منتصف شعبان بالصيام
حكم تخصيص يوم منتصف شعبان بالصيام

أما في السؤال المطروح بخصوص هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان فقط، فإن صيام يوم منتصف شعبان ليس له أصل، وتخصيص يوم الخامس عشر من شهر شعبان لم يرِد في فضله أو جوازه أي شيء في نصوص السنة النبوية الصحيحة، إنما إذا صام المسلم الأيام البيض الثلاثة من شهر شعبان، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر مستحب في كافة الشهور، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم الأيام البيض، ويصوم شهر شعبان كله، أو معظمه، فكان أحيانًا يصومه كله وأحيانًا أخرى يصوم أكثره.

الأخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال

الأخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال
الأخذ بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال

لو تم الإقرار بأن هذه الأحاديث ليست موضوعة إنما ضعيفة، فإن الصحيح أن لا يتم العمل بها بالمطلق حسب أقوال أهل العلم، حتى وإن كان الحديث قد ورد في فضائل الأعمال أو بغرض الترغيب أو الترهيب، لأن السنة النبوية الصحيحة فيها ما يكفي ليغني المسلم عن الأخذ بالأحاديث الضعيفةن أم ليلة المنتصف من شعبان فلم يُعرَف أنها خُصِّصت هي أو نهارها بشيء لا عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولا عند صحابته الكرام.

كما قال الشيخ العلامة أحمد شارك بأنه ليس هنالك فرق بين الأحكام وبيم فضائل الأعمال وما يشابهها في الأخذ بالأحاديث الضعيفة، كما أنه لا يوجد حجة إلا بما يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث صحيحة أو حسنة.

Scroll to Top