هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية، يعتبر الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، ويُقصد به الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر حتى غياب الشمس، ومن الصوم ما هو فرض مثل صيام شهر رمضان، ومنه ما هو نافلة وسنة، وكذلك هنالك ما هو صيام محؤم في بعض الأيام التي حددها اشرع الإسلامي، ويعتبر صيام يوم النصف من شعبان من أكثر الأيام التي يصمها المسلمون بعد شهر رمضان، سنةً عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك يبحث الكثير من الناس حول الأحكام المتعلقة بصيام ها اليوم، ومن بينها، هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية.
حكم صيام يوم النصف من شعبان بدون نية

أجابت دار الإفتاء المصرية على سؤال هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية بأن جمهور الفقهاء أجمعوا على عدم اشتراط ثبوت النية في صيام التطوع، والتي يعد صوم النصف من شعبان مثالًا عليها، ودليل ذلك قول أم المؤمنين عائشة ؤضي الله عنها:قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ «يَا عَائِشَةُ، هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ، قَالَ «فَإِنِّي صَائِمٌ» أخرجه مسلم في صحيحه.
ومن هنا استنبط العلماء حكم جواز صيام يوم النصف من شعبان بدون تثبيت النبية مسبقًا.
التردد في صيام يوم التطوع يؤثر على الثواب

أجاب أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الشيخ عويضة بن عثمان على سؤال هل التردد فى صيام التطوع يؤثر في الثواب بأنه طالما تردد لكنه لم يأكل ولم يشرب فالأصل أنه صائم.
وقد وُجه سؤال إلى الشيخ عثمان عويضة: “تسحرت ونويت صيام أحد ايام شهر شعبان وقبل ان أنام ترددت فى أن أصوم وعندما إستيقظت لم أأكل ولم أشرب فهل يجوز صيامى ام لا؟”، فأجاب الشيخ أنه من نوى صيام اي يوم في غير رمضان ولم يصمه فلا يجب عليه قضاؤه، ومن بدأ بصيام تطوع في يوم فيجوز له الإفطار أثناء النهار، دون أن يلزمه بقضائه.
حكم صيام النصف من شعبان

ورد في أحكام يوم النصف من شعبان أن إحياء ليلة النصف من شعبان، بقيام الليل وصيام النهار ليس بدعة كما يعتقد البعض، لأن هذه الليلة فيها نفحات إيمانية، حيث ينزل فيها الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا، ليستجيب لأسئلة عباده المؤمنين، ولهذه الليلة فضل عظيم كما أوضحت السنة النبوية المطهرة، فعَنْ أم المؤمنين عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: «فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ».
فضل صيام النصف من شعبان

ورد العديد من الأحاديث النبوية التي تبين فضل صيام أيام شهر شعبان، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لَمْ أَرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلِكَ شَهْرٌ يغفل الناسُ عنه بين رجبٍ ورمضان، وهو شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ إلى رب العالمين؛ فأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ» رواه النسائي، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إنه شَهْرٌ تُرفَع فيه الأعمالُ، وأُحِبُّ أن يُرفَع عملي وأنا صائمٌ».