ان هذا لرزقنا ماله من نفاد في اي سورة، إن القرآن الكريم يحتوي على كافة التعاليم التي تهم وتلزم الإنسان في كل زمان ومكان، حيث إنه لم يترك أي أمر إلا وقد أوضحه وبينه وفصله تفصيلا ليكون الناس على علم به، ولا عجب من ذلك لأن القرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى المعجز، والمتعبد بتلاوته، وقد أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد حفظ في الدور والسطور خالٍ من أي تحريف أو مس، وقد نقل إلى كافة المسلمين بالتواتر، ومن خلال هذا القال سوف نتعرف على ان هذا لرزقنا ماله من نفاد في اي سورة.
ان هذا لرزقنا ماله من نفاد في اي سورة

هذه الآية هي من ضمن آيات سورة ص، علما وأن هذه الآية رقمها 54 بين آيات السورة، وفي تفسير الآية فيقول الله تعالى بأن المتقين مكانهم في جنات عدن لهم من الفاكهة والشراب ما يشتهون، وقد تم تمكينهم من الوصول إلى اللذات وكل ما تشتهيه الأنفس، ورزقناهم فيها كرامة وفضلا من لدنا، وفي قوله (ما له من نفاد) أي بأن الرزق الذي في الجنة غير منقطع ولا يفنى، حيث انهم كلما أخذوا ثمرة من ثمار الجنة ليأكلوها خرجت مكانها ثمرة غيرها، وهذا هو الدوام المستمر وغير المنقطع، ويختلف عن الحياة الدنيا الذي ما فيها يفنى، وتجسد هذه الآية قول ما عند الله خير وأبقى.
تفسير ابن كثير لآية ان هذا لرزقنا ما له من نفاد

فسر ابن كثير قوله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ}، بأن الله تعالي يحدث عباده عن الجنة التي وعدهم فيها اذا ما عملوا صالحا وكانوا من عباده المتقين والصالحين، حيث انه لا فراغ لها ولا انقضاء أو انقطاع، وفي قوله تعالى {إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ}، يتشابه مع قوله تعالى في آية {ما عندكم ينفد وما عند الله باق}، وفي قوله {عطاء غير مجذوذ}، ومن هذه الآيات نستدل بأن نعيم الجنة دائم ومستمر ولا ينقطع، حيث تحمل كل الآيات ذات المعنى وتشير إلى نفس الشيء وهو الديمومة وعدم انقطاع الشيء أو انتهائه.
تفسير آية ان هذا لرزقنا مال ه من نفاد

يوجد العديد من آيات القرآن الكريم التي تتحدث عن نعيم الجنة والذي وعد الله به عباده المؤمنين والطائعين والصالحين، وفي قوله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ}، فإن هذا يدل على ما خُصص لأهل دار النعيم والذي لا ينقطع أبدا، بل إنه مستمر ودائم في جميع الأوقات، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الجنة ونعيمها للمؤمنين في مواضع عديدة، ويتوجب على المسلم ان يعمل لما أعده الله من نعيم في الآخرة حتى يفوز فوزا عظيما، وينبغي عليه أن يعلم بان هذه الحياة فانية وتنتهي وأن الدار آخرة هي دار المستقر الحقيقية والتي خلقنا لنعمل لأجلها، علما وأن الدار الحقيقية هي التي يعمل لها العاقل منا وهي دار القرار.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تطرقنا من خلال سطوره للحديث حول الآية القرآنية (ان هذا لرزقنا ما له من نفاد)، كما وعرفنا بانه آية من سورة ص وهي الآية رقم 54 من السورة، بالإضافة إلى أننا قمنا بتفسير وشرح الآية، وعرفنا بأن الآية تدل على نعيم الجنة والرزق الذي فيها والذي لا ينقطع أبدا والذي يُستدل عليه من قوله تعالى(ما له من نفاد).