سبب زيارة بشار الاسد للامارات، منذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011م، كانت هذه هي المرة الأولى للرئيس السوري بشار الأسد لزيارة دولة الإمارات العربية التحدة، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة في أذهان الشعوب والقيادات في دول العالم المختلفة، حيث أُثير الفضول حول الدوافع والأسباب من وراء هذه الزيارة، كما تناولت وسائل الإعلام المختلفة هذه الزيارة على نحو كبير من الاهتمام، وبدأ الناس والمواطنون في دول الوطن العربي خاصة بالبحث عن سبب زيارة بشار الاسد للامارات، وهو ما سنتطرق إليه من خلال هذا المقال.
زيارة بشار الاسد للامارات

قام الرئيس السوري بشار الأسد بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في ساعات يوم الجمعة، الموافق الثامن عشر من شهر مارس للعام الجاري 2025م، وبحسب ما أعلنت أعنه وكالة أنباء الإمارات الرسمية “وام” أنها الزيارة الأولى للرئيس السوري لواحدة من الدول العربية منذ اشتعال فتيلة النزاع السوري عام 2011م، وقد قام باستقبال الرئيس السوري ولي عهد إمارة أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيانن وهو الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، وأتت الزيارة من أجل بحث العلاقات الأخوية بين البلدين العربيين، وترسيخ الأمن والسلم والاستقرار في الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط، كما تم اعتبار هذه الزيارة الإشارة الأحدث إلى عودة دفء العلاقات بين الإمارات وسوريا، بعدما قُطعت الروابط بين البلدين منذ شباط 2012م.
استقبال الشيخ محمد بن زايد لبشار الأسد

صرّح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، عن أمله بأن تكون زيارة بشار الأسد فاتحة خير وسلام واستقرار لدولة سوريا والمنطقة العربية جمعاء.
وذُكر أن الطرفين قاما ببحث سبل وحدة الأراضي السورية وكيفية انسحاب القوات الأجنبية منها، بالإضافة إلى السبل المتوافرة لدعم سوريا والشعب السري على الصعيد السياسي والإنساني،وقد استمرّت زيارة بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة يومًا واحدًا فقط.
الموقف الأمريكي من زيارة بشار الأسد للإمارات

كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعربت يوم الجمعة الماضي عن شعورها بالانزعاج وخيبة الأمل بشكل عميق نتيجة زيارة بشار الأسد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أُجري اللقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي، ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، في قصر الشاطئ في دبي في وقت سابق من يوم الجمعة.
وقد وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية “نيد برايس” هذه الزيارة بأنها محاولة واضحة لإضفاء الشرعية على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي لم يخرج بعد عن خضوعه للمساءلة حول وفاة ومعاناة أعداد لا تُحصى من أفراد الشعب السوري، وتشريد أكثر من نصف السوريين قبل الحرب، وإجراءات الاعتقال التعسفي واختفاء ما يقارب ال150 ألف مواطن سوري من الرجال والنساء والأطفال.
الموقف السوري بين العرب

كان الاقتصاد السوري قد تضرر بسبب النزاع الطويل والعقوبات المرهقة التي فُرضت على البلاد، في حين أنه تم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدولة العربية منذ اندلاع النزاع السوري عام 2011م، والذي راح ضحيّته ما يقارب النصف مليون شخص لاقوا حتفهم، في حين نزح ملايين آخرون، بعدما تمّت مقابلة الاحتجاجات ضد الحكومة السورية بقمع وحشي في مختلف مناطق البلاد، ما أدى إلى تفاقم النزاع، وتحول الأمر إلى حرب معقدة ومدمرة، يشارك فيها أطراف عدة من الجماعات الجهادية والقوى الإقليمية والدولية.
وقد دعت لجنة التحقيق الأممية في وقت سابق من الشهر الجاري إلى مراجعة تنفيذ وآثار العقوبات التي فرضت على سوريا، في ظل ما تشهده البلاد من تدهور للأوضاع المعيشية.
وفي الوقت الذي جاءت فيه زيارة بشار الأسد لدولة الإمارات العربية المتحدة، أعلنت كل من دول بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، والولايات المتحدة الأمريكية في بيان مشترك لها أنها لا تدعم الجهود نحو تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد”.