متى فرض الصيام أي عام، يعتبر الصيام أحد العبادات الهامة، ويقصد من الصيام أن يقوم العبد المسلم بالإمساك عن المفطرات على وجه المخوص بالإضافة على شروط مخصوصة، ويكون ذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، علما وأن الصوم لا يقتصر على شهر رمضان بل إنه يشمل كافة أنواع الصوم، وهو إما أن يكون فرض عين مثل صيام شهر رمضان في كل عام هجري، أو ان يكون واجب مثل أن يقوم المسلم بقضاء ما عليه من رمضان في حال أصابه عذر أو النذر والكفارة، وهناك صوم التطوع، ومن خلال مقالنا سنتعرف بشكل مفصل على الصيام، بالإضافة إلى معرفة متى فرض الصيام أي عام.
متى فرض الصيام أي عام

إن للصيام العديد من الفوائد التي تتعلق بجسد الانسان، إلى جانب كونه من العبادات المحببة والتي تقرب العبد من ربه، وقد فرض صيام شهر رمضان المبارك في شهر شعبان وقد كان ذلك في السنة الثانية من الهجرة، حيث جاء بعدما تحولت القبلة إلى الكعبة المشرفة بما يقارب الشهر، علما وأن هناك أقوال تفيد بأن فرض الصيام كان لليلتين من شهر شعبان في السنة الثانية، وبهذا فإن صيام شهر رمضان أصبح واجبا على كل مسلم كانت لديه القرة عليه وأن يكون بالغًا وعاقلًا، بالإضافة إلى خلوه من أي مانع من موانع الصيام.
ما هي الدلائل القرآنية على صوم رمضان

تحدث القرآن الكريم عن الصيام وعن شهر رمضان، ويتضح للمسلمين بأن شهر رمضان هو أعظم وأفضل الشهور في السنة الهجرية كيف لا وهو الشهر الذي أنزل فيها القرآن وفيه أعظم ليلة في العام، ومن خلال التالي نذكر أهم الدلائل على وجوب الصيام من القرآن الكريم والسنة النبوية:
- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، وفي هذا أكبر دليل على أن صوم شهر رمضان هو واجب وفرض على كل مسلم مؤمن موحد.
- أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)، ولا يوجد أي مسلم لا يعرف هذا الحديث.
- وقد أجمع العلماء على وجوب صيام شهر رمضان وأنه فرض، علما وأنه من أمور الدين المعلومة بالضرورة.
مراحل فرض الصيام

ان الشريعة الإسلامية قد اختصت بعدة مبادئ والتي كان من بينها أنها تدرجت في إقرار الأحكام، وذلك من أجل مراعاة الظروف وطبيعة النفوس، حيث ان مبدأ التدرج يستند إلى تشريع الاحكام التي تتناسب مع طبيعة الأشخاص والنفوس والظروف، مع الحرص الدائم على رفع الحرج وعدم إلحاق أي ضرر، كما وأن إقرار الأحكام لا تتغير أو تتبدل بتغير المكان أو الزمان وفيما يلي نذكر مراحل فرض الصيام التي مر فيها:
- المرحلة الأولى: فرض الصيام في بدياته على صوم العاشر من شهر محرم، والذي يعتبر يوم عاشوراء، علما وان قريش كانت تصوم هذا اليوم في الجاهلية، بالإضافة إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يصومه أيضا في مكة قبل الهجرة وبعدها كما وأنه أمر المسلمين بصيامه، وقد فرض صيامه في السنة الأولى من الهجرة ثُم فُرض صيام رمضان في السنة الثانية من الهجرة.
- المرحلة الثانية: نسخ الله تعالى وجوب صيام يوم عاشوراء بأن يتم صيام فريضة رمضان على التخيير بين أداء الفدية او أن يقوم العبد بالصيام، وذلك كما ورد في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ*أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ).
- المرحلة الثالثة: تم في هذه المرحلة نسخ المرحلة الثانية من صيام شهر رمضان بأن يتم فرضه على كل مسلم دون ان يتم تخييره، علما وأن الآيات السابقة نسخت في قوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّـهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّـهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وبهذا يكون الصيام قد استقر إلى يومنا هذا بالامتناع عن المفطرات وذلك منذ طلوع الفجر الصادق وإلى غروب الشمس على طوال شهر رمضان.
هكذا نكون قد وصلنا إلى خاتمة مقالنا الذي عرفنا من خلاله متى فرض الصيام وفي أي عام، وقد ذكرنا بانه فُرض في العام الثاني للهجرة، علما وان فرض الصيام جاء على ثلاثة مراحل.