هل يجوز الصلاة بالحذاء

هل يجوز الصلاة بالحذاء، تعد الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد النطق بالشهادتين، وهي عمود الدين، وقد فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وفق شروط وضوابط وأحكام ومواقيت محددة لا يجوز مخالفتها إلا بحكم شرعي، لذلك نجد كثيرًا من المسلمين يبحثون عن بعض الأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالصلاة، حيث يتم استحداث تساؤلات واستفسارات جديدة من قبل المسلمين بين الحين والآخر، والتي تحتاج إلى إصدار فتوى شرعية من قبل علماء الدين، ومن هذه الأحكام التي يكثر الاستفسار عنها هو هل يجوز الصلاة بالحذاء.

حكم الصلاة بالحذاء

حكم الصلاة بالحذاء
حكم الصلاة بالحذاء

توجه رجل بالسؤال لدار الإفتاء عن جواز أن يقف المسلم بين يدي ربه سبحانه وتعالى في الصاة وهو يرتدي حذاءه، وهل يعد هذا من تعديًا على آداب اللباقة والذوق مع الله عز وجل، في حين مثلًا أن الولد يخفي سجائره عن والده من باب التأدب، وبالتالي فإن التأدب مع الله سبحانه أوجب، وطلب السائل من دار الإفتاء إيفائه بالأدلة الصحيحة من السنة النبوية الشريفة في الإجابة على هذا السؤال.
وكان رد دار الإفتاء في إجابة السؤال أن حكم الصلاة بالنعال يدور ما بين الندب والإباحة، فلا يجوز للمسلم اعتقاد وجوب الصلاة بالنعال أو حرمة ذلكن لأن كلا الحالتين لم يشرع فيهما، فمن صلى بالنعال على وجه الندب، أو من تركها على وجه الأباحة، فكلاهما لم يتعدَّ حدود الله في تصرفه.

هل يجوز الصلاة بالحذاء

هل يجوز الصلاة بالحذاء
هل يجوز الصلاة بالحذاء

أشارت الدار إلى أن أداء المسلمين في المساجد في أمر الصلاة بالنعال يحتاج إلى النظر فيما إذا كان بوسع المصلي تحري طهارة حذائه، والتأكد من أنها تخلو من النجاسة والأقذار المنتشرة بشكل كبير في الوارع والطرقات، كما كان يفعل الصحابة والسلف الصالح في التحري، وهل بالإمكان إبقاء حرمة المساجد ونظافة الفرش بها إذا دخلها المصلون بأحذيتهم كما يقتحم أهل الكتاب كنائسهم بأحذيتهم؟ فالإجابة هنا هي لا، فإذا أخذنا في هذا مسلك أبي موسى الأشعري وابن عمر تحريًا واقتداءً بهما في ترك الصلاة بالنعال، كان بوسعنا ذلك، كما أن في ذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في بعض الأحوال.

الأدلة على حكم الصلاة بالحذاء

الأدلة على حكم الصلاة بالحذاء
الأدلة على حكم الصلاة بالحذاء

استدلت دار الإفتاء في حكها على مشروعية الصلاة بالحذاء من خلال بعض الأدلة الواردة في السنة النبوية المطهرة، ومنها:

  • ما روي عن أبي مسلمة بن يزيد الأزدي قال: سألت أنسًا رضي الله عنه: أكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي في نعليه؟ قال: “نعم” رواه البخاري ومسلم.
  • وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَلَا يُؤْذِ بِهِمَا أَحَدًا، لِيَجْعَلْهُمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَوْ لِيُصَلِّ فِيهِمَا».
  • وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: “رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُصَلِّي حَافِيًا وَمُنْتَعِلًا” رواهما أبو داود.
  • وعن أبي عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي الله عنه أنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نعليه، فصلى الناس في نعالهم، فخلع نعليه، فخلعوا، فلما صلى قال: «مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فِي نَعْلَيْهِ فَلْيُصَلِّ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَخْلَعَ فَلْيَخْلَعْ»، وهو حديث مرسل صحيح الإسناد

وأشارت الفتوى إلى أن هذه الاحاديث النبوية الشريفة تل على جواز الصلاة بالنعال، وعل الإباحة والتخيير في هذا الأمر، لذلك كان هنالك اختلاف في عم الصحابة والتابعين فيه، فكان منهم من لا يصلي بنعليه، مثل: عبد الله بن عمر، وأبو موسى الأشعري -رضي الله عنهم-، في حين كان عمر وعثمان وابن مسعود وأنس بن مالك وعويمر بن ساعدة وسلمة بن الأكوع وأويس الثقفي -رضي الله عنهم- يصلّون بالنعلين.

Scroll to Top