ما هي صلاة التهجد

ما هي صلاة التهجد، تكثر أعمال الخير والعبادات في شهر رمضان المبارك، فيحرص المسلمون على تأدية الشعائر الدينية والإكثار منها في هذا الشهر، فيكثرون من الثلاة والصدقات وذكر الله والدعاء والتضرع والابتهال إلى الله سبحانه وتعالى وتلاوة القرآان الكريم، كما تثر أنواع مخصوصة من العبادات في ليالي هذا الشهر، مثل قيام الليل والتهجد، فكثيرًا ما نسمع مصطلح “التهجد” يتكرّر في حياتنا اليومية نحن كمسلمين، لكن الكثير منا لا يعرف معنى صلاة التهجد، لذلك فقد خصّصنا هذا المقال من اجل الحديث عن ما هي صلاة التهجد.

تعريف التهجد في اللغة

تعريف التهجد في اللغة
تعريف التهجد في اللغة

التهجد في اللغة هو اسم مشتق أو مصدر من الفعل تَهَجَّدَ، وتحمي كلمة تهجد معنيين، فقد تكون بمعنى نام أو بمعنى سَهِرَ، وهما معنيان متضادان،لذلك فإن صلاة التهجد تختص بالمعنى الثاني، وهو السهر، حيث تعني صلاة التهجد صلاة تطوع أو نافلة والتي تكون في فترة الليل، وتأتي بعد النوم، ولا تكون صلاة التهجد إلا ليلًا، والمتهجد هو الذي يقوم من نومه ليلًا ليصلي صلوات تطوعية.

ما هي صلاة التهجد

ما هي صلاة التهجد
ما هي صلاة التهجد

صلاة التجد، هي أحد أنواع صلوات النوافل التي تكون بشكل مخصوص في الليل، وقد تُطلق على التطوع بالنفل المطلق أو المقيد، وتأتي كلمة تهَجَّدَ من “الجهود”، ويعني ترك النوم، أي أنها الصلاة في الليل بعد نوم، ونوافل الليل يبدأ وقتها من بعد أداء فريضة العِشاء حتى آخر الليل، والنوافل التي يصليها المسلم بعد العِشاء وما قبل النوم تسمى “قيام الليل”، أما ما كان بعد النوم فهو التهجد، ويُفضَّل أن تكون صلاة التهجد في آخر الليل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل”.
كما قال عليه الصلاة والسلام في حديثٍ آخر: “صلاة داوود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، قال: وهي أفضل الصلاة”.

حكم صلاة التهجد

حكم صلاة التهجد
حكم صلاة التهجد

تعد صلاة التهجد أو قيام الليل بصفة عامة من أفضل أنواع العبادات التي يُقصَد بها التقرُّب إلى الله عز وجل، وقد وردت العديد من الأدلة الشرعية في مصادر التشريع الإسلامي من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة التي تحث المسلمين على صلاة الليل وترغّبهم بها وتمتدح مُصلّيها، فحكمها الشرعي هي سنة مؤكدة، ونافلة مطلقة: لقول الله تعالى في كتابه العزيز: -: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)، وتُعد صلاة الليل هي أفضل أنواع الصلاة بعد صلاة الفرائض، لأنها تكون في وقت الليل، حيث وقت الغفلة والكسل والتراخي، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: “أفضلُ الصلاةِ، بعد الصلاةِ المكتوبةِ، الصلاةُ في جوفِ الليل”.

صفة صلاة التهجد

صفة صلاة التهجد
صفة صلاة التهجد

تأتي صلاة التهجد على صفة مخصوصة كما أُخذت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي على النحو التالي:

  • ينوي المسلم القيام لصلاة التهجّد قبل نومه، فإن فاتته الصّلاة وغلبه النّوم، كَتَب الله تعالى له أجر القيام، وكان نومه صدقة.
  • يمسح المسلم على وجهه بعد أن يستيقظ من النوم، ويقرأ آخر عشر آيات من سورة آل عمران، من قول تعالى: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ) وحتى نهاية السّورة، أسوةً بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
  • يستخدم المسلم السّواك، ثمّ يتوضّأ استعداداً للصّلاة.
  • يفتتح صلاة التهجد بركعتين خفيفتين دون أن يُطيل فيهما، حيث قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).
  • تكون الصلاة مثنى مثنى، ويُسلّم بعد كلّ ركعتين، ويمكن للمصلّي أن يُصلّيها أربع ركعاتٍ ويسلّم مرة واحدة، وفي هذه الحالة يصح له أن يقرأ التشهد في كلّ ركعتين، أو أن يقتصر على التّشهد الأخير في نهاية الصلاة.
  • ينوي عدد الرّكعات التي يُريد أن يُصلّيها، ويجوز له بعد ذلك أن يزيد فيها أو يُنقص منها، ويُندب أن يكون للمسلم عدد ركعاتٍ معلومة يعتاد عليها غالباً، فإن فاتته لعذرٍ ما يقضيها في اليوم التّالي شفعاً.
  • يُستحبّ للرّجل أن يصلّي التهجّد في بيته وليس في المسجد، كما يُستحبّ أن يُوقظ أهله لصلاة القيام، وإن أمكنه يُصلّي فيهم في بعض الأحيان.
  • يُستحبّ في صلاة التهجّد أن يُطيل المصلي في قيامه وفي تلاوة القرآن الكريم، فيَجهر في القراءة أحياناً، ويجعلها سرّاً أحياناً أخرى، ويُندب له أنه إذا مرّ بآيةٍ تتحدّث عن عظمة الله -تعالى- فليُسبّح، أما إذا مرَّ بآيات الجنة والنار أن يدعو الله بالرّحمة والنّجاة من العذاب، كما يُستحبّ للمتهجّد أن يطيل في سجوده، وإن شعر بغلبة النّعاس فيجوز له أن ينام ثمّ يواصل صلاته.
  • يُصلّي صلاة الوتر في آخر صلاته، فيختتم صلواته بالوتر مهما بلغ عدد الرّكعات؛ وذلك لأنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُصلّي في اللّيل ركعتين ركعتين، ثمّ يختتمها بركعة الوتر، ثمّ يستعدّ لصلاة الصّبح.

بذلك نكون قد وضّحنا لكم معنى كلمة التهجد في اللغة، وبيّنّا ما هي صلاة التهجد في الشرع والاصطلاح، كما وضّحنا هيئة صلاة التهجد، والفرق بينها وبين صلاة قيام الليل، وكذلك وضّحنا الحكم الشرعي لصلاة التهجد.

Scroll to Top