من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح

من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح، يختص شهر رمضان المبارك دون غيره من الشهور بعدد من الشعائر الديني التي يُقصَد بها القيام بالعبادة والطاعة في سبيل التقرُّب إلى الله عز وجل، ومن هذه العبادات صلاة التراويح، التي يُصلّيها المسلمون بعد فريضة العِشاء في شهر رمضان المبارك، وهي سنة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اتخذها الصحابة منهاجًا بعده، فجمعوا الناس عليها، ويهتم المسلمون بأداء هذه النافلة اهتمامًا بالغًا، كما أنهم يبحثون عن أصلها في السيرة النبوية والسنة، لذلك نجد الكثير منهم يبحثون عن من هو الخليفة الذي جمع الناس في صلاة التراويح.

صلاة التراويح في عهد النبي

صلاة التراويح في عهد النبي
صلاة التراويح في عهد النبي

شُرعت صلاة التراويح جماعةً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يكُن يؤدّيها بصورة الجماعة دائمًا، كي لا تُفهَم فرضًا على المسلمين، ومات عليه الصلاة والسلام وهي على هذه الحال، كما استمرّ هكذا في عهد الخليفة الأول للمسلمين أبي بكر الصديق، الذي كان يُصلّيها جماعةً أحيانًا، ومنفردًا أحيانًا أخرى، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك استمرّ الحال خلال فترة من خلافة عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين.

صلاة التراويح في زمن عمر بن الخطاب

صلاة التراويح في زمن عمر بن الخطاب
صلاة التراويح في زمن عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أول من جمع المسلمين على إمامٍ واحد في صلاة التراويح، وكانت قبل ذلك تُؤدّى على أحوال مختلفة، حيث كان البعض من المسلمين يؤديها منفردًا، وآخرون يؤدونها جماعة، وكان الصحابي أبي بن كعب هو إمام المسلمين في صلاة التراويح، حيث أخرج البخاري في صحيحه عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: “خَرَجْتُ مع عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، لَيْلَةً في رَمَضَانَ إلى المَسْجِدِ، فَإِذَا النَّاسُ أوْزَاعٌ مُتَفَرِّقُونَ، يُصَلِّي الرَّجُلُ لِنَفْسِهِ، ويُصَلِّي الرَّجُلُ فيُصَلِّي بصَلَاتِهِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عُمَرُ: إنِّي أرَى لو جَمَعْتُ هَؤُلَاءِ علَى قَارِئٍ واحِدٍ، لَكانَ أمْثَلَ ثُمَّ عَزَمَ، فَجَمعهُمْ علَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، ثُمَّ خَرَجْتُ معهُ لَيْلَةً أُخْرَى، والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصَلَاةِ قَارِئِهِمْ، قَالَ عُمَرُ: نِعْمَ البِدْعَةُ هذِه، والَّتي يَنَامُونَ عَنْهَا أفْضَلُ مِنَ الَّتي يَقُومُونَ يُرِيدُ آخِرَ اللَّيْلِ وكانَ النَّاسُ يَقُومُونَ أوَّلَهُ”.

متى اجتمع المسلمون على إمام واحد في صلاة التراويح

متى اجتمع المسلمون على إمام واحد في صلاة التراويح
متى اجتمع المسلمون على إمام واحد في صلاة التراويح

أجمع المؤرخون أن الخليفة عمر بن الخطاب قد جمع المسلمين على إمامٍ واحد في صلاة التراويح فس السنة الرابعة عشرة للهجرة، فبعث حينها إلى كل المنطاق الإسلامية التي تتبع إلى خلافته بأداء صلاة التراويح جماعةً، وقيل أيضًا أن الخليفة عمر بن الخطّاب قد خصّص إمامًا للرجل، وإمامًا للنساء.

ابتداع صلاة التراويح جماعة

ابتداع صلاة التراويح جماعة
ابتداع صلاة التراويح جماعة

اعتبر الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أداء صلاة التراويح جماعة بدعةً حسنة، وعبّر عن هذا المعنى بقوله: “إن كانت تلك بدعة، فنِعمَ البدعة”، وقد ذكر العلماء أنه لم يقصد البدعة بمعناها الشرعي، إنما معناها في اللغة وهو القيام بالشيء على غير مثالٍ سابق، وبذلك يكون جمع الصحابة على إمامٍ واحد في صلاة التراويح بدعة بالمعنى اللغوي للبدعة فقط، أي أن اجتماع الناس في صلاة التراويح خلف إمام وقارئ واحد بصورة منتظمة ومستمرة طيلة أيام شهر رمضان المبارك لم يكُن معروفًا إلا في عهد الخليفة عمر بن بن الخطاب، بالاستناد إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يصلي بالمسلمين صلاة القيام جماعة لكن دون أن يواظب عليها، حتى لا تُفرَض على الأمة الإسلامية.

صلاة التراويح جماعة بدعة حسنة

صلاة التراويح جماعة بدعة حسنة
صلاة التراويح جماعة بدعة حسنة

يعتبر ابتداع عمر بن الخطاب لصلاة التراويح جماعةً فِعلصا مستندًا إلى السنة النبوية المطهرة، بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع الناس عليها بصورة غير دائمة خشية أن يتم فرضها على المسلمين، لذلك فقد كان جمع الناس على صلاة التراويح في عهد عمر بن الخطاب بدعة حسنة، لا تخالف أحكام الشريعة الإسلامية، باستثناء الخوف من فرضها، وقد زال هذا التخوف بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه المسألة في محله، كما أقرّ على ذلك الصحابة رضوان الله عليهم من المهاجرين والأنصار، مثل: علي، عثمان، طلحة، الزبير، معاذ بن جبل، عبد الله بن عباس، في حين لو كان هذا الأمر بدعة محرمة من الخليفة عمر بن الخطاب كان الصحابة قد أنكروا عليه فعله هذا.

وتعد صلاة التراويح من السنن التي حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلمن لما لها من فضل وثواب عظيم عند الله سبحانه وتعالى، كما بيّنته الاحاديث النبوية الشريفة التي وردت في هذا الأمر، كما ثبُتت مشروعية صلاة التراويح عن النبي صلى الله عليه وسلّم قولًا وفعلًا.

 

Scroll to Top