ما هو المشعر الحرام

ما هو المشعر الحرام، يُكثر المسلمون من تلاوة القرآن الكريم بشكل مخصوص في شهر رمضان المبارك، والمتمعّن في الآيات القرآنية يجد فيها الكثير من المعاني والمصطلحات البليغة التي تحتاج إلى تفسير دقيق من أجل فهم هذه الآيات والعمل بما جاء فيها، ومن الألفاظ الوارد ذكرها في الرقآن الكريم لفظ “المشعر الحرام”، والذي لا يعرف الكثير من الناس ما هو، لذلك نجد الناوين المتصدّرة للمتصفحات والمواقع الإلكترونية المختلفة منذ مطلع شهر رمضان الفضيل تضم فيما بينها البحث عن ما هو المشعر الحرام، وهذا ما سنضّحه من خلال هذا المقال.

ما هو المشعر الحرام

المشعر الحرام هو الاسم الذي سمّى به الله عز وجل المزدلفة، حيث قال في كتابه العزيز:  لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ.
وتقع المزدلفة بالقرب من مكة المكرمة، في جنوب شرق منى، وما بين منى وجبل عرفة، وتعتبر هذه المنطقة ذات أهمية كبيرة لدى المسلمين خاصة عند تأدية فريضة الحج، حيث أنها تعتبر ثالث المشاعر الدينية المقدسة التي يمر بها الحجاج خلال رحلة الحج، حيث يبدأ الحاج من المشعر الأول وهو مكة المكرمة بالطواف حول الكعبة المشرفة، ثمّ يمر بالمشعر الثاني وهو الوقوف بعرفة، يليله المشعر الثالث وهو المبيت بمزدلفة بعد أداء مناسك الحج المفروضة والإفاضة من عرفات.

شاهد أيضاً: كم تكلفة الحج

مسجد المشعر الحرام

يقع مسجد المشعر الحرام في أول مزدلفة، على قارعة الطريق رقم (5)، الذي يفصل بين المسجد والتل، ويبعد مسجد المشعر الحرام مسافة خمسة كيلو مترات عن مسجد الخيف، وسبعة كيلو مترات عن مسجد نمرة.
كان مسجد المشعر الحرام متواضعًا في المساحة في بداية القرن الثالث الهجري، ولم يكن مسقوفًا، وكان له ستة أبواب، لكن تم توسعته في العهد السعودي ليصبح طوله 90 مترًا من الشرق إلى الغرب، ووصل عرضه إلى 56 مترًا، ليتسّع إلى حوال 12 ألف مُصلٍّ، وللمسجد منارتان يبلغ ارتفاعهما 32 مترًا، وله مادخل من الجهة الشرقية والشمالية.

شاهد أيضاً: شروط الحج

لماذا سمي المشعر الحرام بهذا الاسم

قال الشيخ محمد بن عثيمين في الشريط رقم (17) من سلسلة فتاوى نور على الدرب: “…………….. وعلى هذا يكون المشعر الحرام: تارة يراد به المكان المعيّن الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الجبل المعروف في المزدلفة وعليه بني المسجد؛ وأحيانًا يراد به جميع المزدلفة؛ لأنها مشعر حرام. وإنّما قيّدت بالمشعر الحرام؛ لأن هناك (مشعرًا حلالاً)، وهو عرفة، فإنّه مشعر، بل هو أعظم المشاعر المكانية، فهو مشعر لكنّه حلال؛ لأنه خارج أميال الحرم، بخلاف المشعر الحرام الذي بمزدلفة الذي يقف الناس فيه، فإنّه حرام. ولم تسمّ منىً مشعرًا حرامًا؛ لأنه ليس بها وقوفًا مستقلاً………….” إلى آخر كلامه.

شاهد أيضاً: نتيجة قرعة الحج

موضع المشعر الحرام

وردت العديد من الأقوال التي تتفق فيما بينها بشأن موضع المشعر الحرام، والتي أوردها العلماء والمؤرخون في كتبهم، فقد ورد في مسألة الجزء الرابع 2345 (327) من كتاب المصنف في موضع المشعر الحرام الروايات التالية:

1. حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن سعيد بن جبير قال: ما بين جبلي مزدلفة فهو المشعر الحرام.
2. حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود قال: لم أجد أحدا يخبرني عن المشعر الحرام.
3. حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: سألت عبد الله بن عمر عن المشعر الحرام فسكت حتى إذا تهبطت أيدي رواحلنا بالمزدلفة قال: أين السائل عن المشعر الحرام؟
4. حدثنا أبو بكر قال حدثنا إسحاق الأزرق عن مثنى عن عطاء في قوله: المشعر الحرام قال: هو قزح هو المزدلفة كلها.

شاهد أيضاً: رابط الحصول على تصريح الحج

وقد قيل أن المشعر الحرام هو الجبل الذي يقف عليه الإمام وعليه الميقدة، وفي قوله تعالى “عند المشعر الحرام” أي قريبًا منه، وذلك للفضل، مثل القرب من جبل الرحمة، حيث أن المزدلفة كلها وقوف ما عدا منطقة وادي محسر، وقد قيل أنها سثميت المزدلفة وجمعصا لأن آدم عليه السلام اجتماع فيها مع حواء وازدلف منها، بمعنى دنا منها.

مقالات قد تهمك