كم نبي ذكر في سورة الانبياء، يحتوي الرآن الكريم على 114 سورة، موزعة على ثلاثين جزءًا، تتناول هذه السور موضوعات مختلفة، وتأتي جميعها بصورة متكاملة لشرح وتفسير وبيان الأحكام الشرعية والفقهية التي تحكم حياة المسلمين، ولكل سورة من هذه السور فضل في لاوتها وتدبرها، وتعد سورة الأنبياء من السور القرآنية التي تطرّقت إلى مواضيع مهمة في حياة البشرية، كما أنها السورة التي ذُكر فيها عدد كبير من الأنبياء والرسل، لذلك يبحث الكثير من الناس عن كم نبي ذكر في سورة الانبياء.
التعريف بسورة الأنبياء

سورة الأنبياء هي سورة مكيّة، نزلت على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة، عدد آياتها 112 آية، ويقع ترتيبها في المصحف في الترتيب الواحد والعشرين، في الجزء السابع عشر من أجزاء القرآن الكريم، وهي آخر حزب المئين، ابتدأت هذه السورة بفعل ماضٍ، حيث قال سبحانه وتعالى فيها: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ، وسُميت سورة الأنبياء بهذا الاسم لأنها اشتملت على ذِكر أسماء معظم الأنبياء والمرسلين، فقد ذُكر فيها أسماء ستة عشر نبيًا، وهم: موسى، هارون، إبراهيم، إسحاق، يعقوب، لوط، نوح، داود، سليمان، أيوب، إسماعيل، إدريس، ذو الكفل، يونس (ذو النون)، زكريا، ويحيى -عليهم السلام-.
سبب نزول سورة الأنبياء

في سبب نزول سورة الأنبياء قال ابن عباس: «آية لا يسألني الناس عنها لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها أو جهلوها فلا يسألون عنها قيل:وما هي؟ قال: لما نزلت إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، شَقّ على قريش فقالوا أيشتم آلهتنا؟ فجاء ابن الزبعري فقال: ما لكم؟ قالوا يشتم آلهتنا، قال: فما قال؟ قالوا قال: إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ ، قال: ادعوه لي، فلما دعي النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عُبِدَ من دون الله؟ قال: بل لكل من عُبِدَ من دون الله. فقال ابن الزبعرى: خصمت ورب هذه البنية يعني الكعبة ألست تزعم أن الملائكة عباد صالحون وأن عيسى عبد صالح وهذه بنو مليح يعبدون الملائكة وهذه النصارى يعبدون عيسى وهذه اليهود يعبدون عزيرا قال فصاح؛ أهل مكة فأنزل الله: ﴿إِنَّ الذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الحُسْنَى﴾ ﴿أولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾.
فضل سورة الأنبياء

جاء في فضل سورة الأنبياء ما روي عن عامر بن ربيعة أنه نزل به رجل من العرب وأكرم عامر مثواه وكلَّم فيه رسول الله فجاء الرجل فقال إني استقطعت رسول الله واديا ما في العرب أفضل منه وقد أردت أن أقطع لك منه قطعة تكون لك ولعقبك فقال عامر لا حاجة لي في قطيعتك نزلت اليوم سورة أذهلتنا عن الدنيا اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ .
الموضوعات التي تناولتها سورة الأنبياء

تطرّقت سورة الانبياء إلى عدد من الموضوعات الدينية والاجتماعية التي تعد منهاجًا ليسير عليه المسلمين ف حياتهم، ومن هذه الموضوعات التي تناولتها السورة ما يلي:
- الإنذارُ بالبَعث، وتحقيقُ وُقوعِه.
- ذكرُ العديد مِن الشُّبُهاتِ التي أثارها المُشرِكونَ حولَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والدعوة الإسلامية، وتولّت السورة الرَّدُّ عليها.
- تسلية النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعدما قاله المُشرِكونَ في حقّه.
- التَّذكيرُ بما أصاب الأُمَمَ السَّابقة جزاءً لتَكذيبِهم الرسل.
- بيان الأدِلَّةِ على وَحدانيَّةِ اللهِ عز وجل وشُمولِ قُدرتِه.
- ذِكْرُ أخبارِ وقصص بَعضِ الأنبياءِ، ومنهم: موسى، هارونُ، إبراهيم، لُوط، إسحاق ويَعقوب، نوح، أيُّوبُ، داودُ، سُلَيمان، إسماعيلُ، إدريسُ، يُونُسُ، وزكريَّا -عليهم السلام-.
- بيان المقصد الأساسي من رسالة الأنبياء، الذي هو دَعوةُ النَّاسِ إلى إخلاصِ العبادةِ لله.
- ذِكرُ بَعضِ علامات السَّاعةِ، وبعض أهوالِها، وأحوالِ النَّاسِ فيها.
- الاختتام بالحَديثِ عن سُنَّة مِن سُنَنِ اللهِ عز وجل، وهي أنَّ العاقِبةَ للمُؤمِنينَ؛ والحديثِ عن رِسالةِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ومَوقِفِه من أعدائِه.
الدعاء في سورة الأنبياء

اشتملت سورة الانبياء على العديد من الأدعية التي تعتبر درر الدعاء، والتي دعا بها الرسل والأنبياء عليهم السلام واستجاب الله لهم فيها، وهذه الأدعية الوادرة في آيات سورة الانبياء هي كالتالي:
- (وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ): الآية 76
- (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ): الآية 83
- (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ): الآية 87
- (وقال موسى ربنا إنك ءاتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم)
- (وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ): الآية 89.
وقد ذكرت آيات سورة الانبياء بعد كل آية من آيات دعاء الأنبياء الآية التي توضّح استجابة الله سبحانه وتعالى لدعوات رسله وأوليائه، كما بيّن بعد ذلك السبب في استجابة الله عز وجل لهذه الدعوات، وذلك بأنهم كانوا صالحين ويسارعون في الخيرات ويدعون ربهم بكل تضرع وخشوع.