معلومات عن بئر برهوت، تحدّث أهل العلم كثيرًا فيما مضلى عن بئر برهوت واستفاضوا في الحديث، وتم الإخبار بالعديد من الأساطير حول هذه البئر، وقيل أنها مسكونة بالجن، ونُسج حولها الكثير من الحَكايا المفجعة، فيما يلُف هذه المنطقة من غموض، وقد سُميت هذه البئر ب”قعر جهنم”، أو “سجن الجن”، وتمكّن مسكتشفون عمانيون من النزول إلى هذه البئر لتتفحُّص ما فيه، وجمع عيّنات من بيئته لاكتشافها، ومن حينها انتشرت التساؤلات بين الناس حول هذه البئر، ورغب الكثير منهم في معرفة معلومات عن بئر برهوت.
ما هو بئر برهوت

بئر برهوت هي بئر قديمة تاريخية توجد في محافظة المهرة في مدينة حضرموت باليمن، وقيل أنها تقع في وادٍ يُعرَف باسم وادي برهوت، فيما ذكرت بعض الكتب والأخبار القديمة، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة المأخوذة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أن هذه البئر هي شر ماء موجود على سطح الأرض.
موقع بئر هاروت

تعددت الروايات والأقاويل حول موقع بئر هاروت الحالي، تبعًا لما يرويه السكان المحليون فهي واقعة في واحد من مكانين، وهما:
- في منطقة فوجيت التابعة لمديرية شحن في محافظة المهرة، وتُعرف باسم بئر “فوجيت”، وفي هذه المنطقة بئر عميق يبلغ قطرها 25-30 مترًا، في حين يبلغ عمقها حوالي 250 مترًا حسب التوقعات غير المؤكدة، فقد كانت هنالك محاولات فردية لاستكشافه في أوقات مختلفة، ولا يمكن رؤية ما بداخل البئر إلا حينما تكون أشعة الشمس متعامدة تمامًا على فتحة البئر، وتسكن هذه البئر الأفاعي الكبيرة والحمام، وتُسمع أصوات للمياه الجارية في أعماق البئر، ووردت حول هذه البئر العديد من القصص والحكايات التي لم يتم توثيقها.
- أما الموقع الثاني للبئر حسبما أورد السكان فهو شرقي محافظة حضرموت، بالقرب من قرية تنعة، داخل أحد الجبال، وتسمى مغارة برهوت، وهي مغارة مظلمة وعميقة، دخل إليها العديد من المستكشفين وقاموا بالتصوير فيها، ويذكُر السكان المحليون أن هذه المغارة هي المقصودة ببئر برهوت، وتسكنها الخفافيش والثعابين، وتنبعث منها رائحة كبريتية، كما أنها تتميز بالرطوبة العالية.
بعض ما ذُكر حول بئر برهوت

وردت العديد من النصوص التي ذُكرت فيها بئر برهون منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها:
- ما رُوي في المعجم الكبير للطبراني عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام من الطعم، وشفاء من السقم، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت بقية حضرموت، كرجل الجراد من الهوام، يصبح يتدفق، ويمسي لا بلال بها.»
- ما قاله الزمخشري: برهوت بئر بحضرموت، يقال إن بها أرواح الكفار، واسم للبلد التي فيها هذا البئر، أو أراد باليمن.
- كما قيل في معجم البلدان لياقوت الحموي: «بُرهوْت» بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان: وادٍ باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر.
- كما رُوِيَ عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: «أبغض البقاع إلى الله تعالى وادي برهوت بحضرموت، فيه بئر ماؤها أسود منتن يأوي إليه أرواح الكفار»،
- كما ذكر بئر برهوت الإمام الشافعي في مذهبه، حيث قال: الماء المكروه ثمانية أنواع: المشمس، وشديد الحرارة، وشديد البرودة، وماء ديار ثمود إلا بئر الناقة، وماء ديار قوم لوط، وماء بئر برهوت، وماء أرض بابل، وماء بئر ذروان.
قصص رُويت عن بئر برهوت

رُويت العديد من القصص حول بئر برهوت منذ آلاف السنين، ومنها القصة التي ذكرها الأصمعي عن رجل من حضرموت أنه قال:
“إنا نجد من ناحية برهوت رائحة منتنة فظيعة جداً فيأتينا الخبر أن عظيماً من عظماء الكفّار قد مات. ويحكى أن رجلاً بات ليلة بهذا الوادي؛ قال: فكنت أسمع طول الليل «يا دومة يا دومة» فذكرت ذلك لبعض أهل العلم فقال: إن الملك الموكل بأرواح الكفار اسمه دومة”.
وقد تمكّنت فرقة من مستكشفي الكهوف من النزول إلى هذه البئر، وقاموا بجمع العيّنات من ترابها واحجارها ومائها بهدف إجراء التحاليل عليها، وقد ذكر المستكشفون أنهم صادفوا داخل البئر بعض الحيوانات مثل الضفادع والخنافس والثعابين، لكنهم لم يصادفوا أواحًا شريرة كما يُشاع بين الناس.