اين يقع دير سانت كاترين، تعني كلمة دير في اللغة العربية بأنها مكان المعيشة أو البيت، لذلك فإن دير سانت كاترين تعني البيت لسانت كاترين، التي تعد من أقدم البيوت التي بنيت في تاريخ الحقبة التاريخية في العصور الوسطى، لذلك يتساءل العديد عن اين يقع دير سانت كاترين، وما هو تاريخ سانت كاترين ومن الإمبراطور الذي أمر ببناءه، وما هي القصة التاريخية لسانت كاترين والقيمة الأثرية لهذا الدير الذي ما زال قائم الى يومنا هذا.
موقع دير سانت كاترين

يقع دير سانت كاترين في جمهورية مصر وتحديداً في شبه جزيرة سيناء حيث يقع عند سفح جبل كاترين الأجمل في تلك المنطقة ويقع بالقرب من مدينة كاترين وهو ملاذ ووجهة للسياح من مختلف بقاع العالم أما بالنسبة لإدارة الدير فهو من الأديرة المعزولة التي يشرف عليها مباشرة رئيس الدير ويمثله أسقف سيناء الذي لا يخضع لسلطة أي بطريرك أو وعلى الرغم من أن الوصاية على هذا الدير تتوافق مع الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، إلا أن العلاقة الوثيقة التي توحد الأسقف مع مطران القدس تسببت في تكرار اسم الأخير في الليتورجيات التي يحتفل بها في هذا الدير، و الكنائس والقديسين الأضرحة الموجودة في جنوب سيناء في الطور وواحة فيران وطرفة تحت إدارة نفس الأسقف.
تاريخ دير سانت كاترين وموقعه

أمر بناء دير سانتا كاتالينا من قبل والدة الإمبراطور قسطنطين، الإمبراطورة إيلينا، لكن عملية البناء الفعلية بدأها الإمبراطور جستنيان الأول، حوالي عام 545 يضم هذا الدير بقايا سانتا كاتالينا، التي سميت في شرفه شهد الدير العديد من الأحداث التاريخية في القرن السابع عشر، عندما تم القضاء على المسيحيين المعزولين عن سيناء، تم تحصين هذا الدير ليصمد ويحافظ على بنيته، ثم جاءت الحروب الصليبية عام 1270 م، والعديد من الخلافات والخلافات بين الأرثوذكسية والكاثوليكية، الأمر الذي أثار اهتمام الإيمان المسيحي في أوروبا، جاءوا بشجاعة لزيارة الدير، بالإضافة إلى أن الدير تلقى دعمًا من التبعيات في سوريا وفلسطين ومصر وكريت وقبرص.
تفاصيل قصة القديسة كاترين

ولدت القديسة كاترين في مدينة الإسكندرية المصرية، وكان ذلك في عام 194 ميلاديًا، كانت فتاة مثقفة وجميلة، تنتمي لعائلة وثنية من الطبقة الأرستقراطية، لكنها آمنت بالمسيحية، وانتقدت الإمبراطور مكسيمين، متهمة له من تقديم تضحيات للأوثان، وهذا ما دفعه إلى إرسال أكثر من 50 خطيبًا لإقناعها بالوثنية، لكن النتيجة كانت عكس ما توقعه الإمبراطور، حيث اتبع المبشرون قبله الديانة المسيحية، وهذا ما أثار غضبهم والدها الذي كان حاكم الإسكندرية في ذلك الوقت، فحاول الزواج منها، لكن الأمر لم ينجح، فأمر بتعذيبها حتى الموت يذكر أن الملائكة أخذوا بقايا القديس وأخفوه في مكان مجهول، لحلم قام فيه أحد رهبان دير سانتا كاتالينا الذي كان يُبنى في ذلك الوقت، وهذا ما سبب لهم لنقل رفاتهم ووضعها في كنيسة الدير في صندوق من الرخام، لذلك سمي هذا الدير باسمه منذ حوالي القرن الحادي عشر.
القيمة الأثرية للدير سانت كاترين

يتمتع هذا الدير بقيمة أثرية وتاريخية ودينية حيث:
- تحتوي على كنيسة قديمة تضم مجموعة من الهدايا القديمة التي كانت تُمنح للملوك والأمراء في العصور القديمة.
- وهي تحتوي على بئر تسمى بئر موسى، والتي بُنيت حول الشجرة التي اشتعلت فيها النيران كهدية لنبي الله أن يتحدث إليه.
- وهي أيقونة فنية، حيث تحتوي على مزيج من الفن اليوناني والروسي، بالإضافة إلى مجموعة من اللوحات الزيتية والفسيفساء.
- تضم ثاني أكبر مكتبة للمخطوطات بعد مكتبة الفاتيكان.
- يحتوي هذا الدير على مجموعة جمعت فيها رفات جميع القديسين والرهبان الذين سكنوا هذا الدير.
مسجد دير سانت كاترين

في العصر الفاطمي أمر الخليفة الحكيم بأمر الله، الذي كان من حكام مصر في تلك الفترة، ببناء مسجد صغير داخل الدير، بهدف حماية الدير من الهجمات عليه تعرضت خلال تلك الفترة ومع ذلك، فسر بعض المستشرقين هذا السلوك على أنه محاولة لفرض السيطرة الإسلامية لكن هذا ليس صحيحًا في الدير، لأن نابليون بونابرت بنى سورًا مرتفعًا يحيط بالدير، وقد تم تعزيز الدفاعات بعد الشكاوى المتكررة من الهجمات التي تعرض لها الدير.
ما زال دير سانت كاترين يستقطب آلاف السياح من مختلف دول العالم، اللذين يحضروا للتعرف على القيمة التاريخية والأثرية لدير سانت كاترين، وسماع القصة الحقيقة للقديسة كاترين التي ولدت في المدينة المصرية الإسكندرية، وتلك هي تفاصيل اين يقع دير سانت كاترين ومعالمه الأثرية.