صيام الاطفال من اي عمر، يحرص المسلمون على تدريب أطفالهم على الصيام منذ عمرٍ صغير، لأنه من شبَّ على شيءٍ شابَ عليه، فنجد الأهالي دائمًا في حالة ترقُّب وانتظار بلهفة ليكبر طفلهم قليلًا حتى يبدأوا بتعويده على أداء فريضة الصيام، وقد يشفق بعض الآباء على أطفالهم لو كانت ساعات الصيام الطويلة، بحيث لا يقدر الأطفال على تحمُّل الجوع خلالها، فيشجعونهم على الإفطار، لكن دون رغبة حقيقية في نفوس الوالدين لذلك، ولهذا السبب نجد كثيرًا من الآباء والأمهات يبحثون عن صيام الاطفال من اي عمر.
الصيام للأطفال من أي عمر

بحسب طبيب الأسرة بوزارة الصحة العامة الدكتور سلام شراب فقد أشار إلى أن السن المناسب للصيام للأفال هو سن البلوغ، وهو ما حول عمر العاشرة، إلا أنه يُحبَّذ تدريب الطفل على الصيام بشكل تدريي منذ بداية سن السابعة، حتى يصل سن العاشرة، كما أوضح الدكتور خلال مقابلة تلفزيونية بشأن السن المناسب لصيام الأطفال بأنه سن التكليف، وهو نفسه سن البلوغ، لكن سيكون من الأجمل لو عوّدنا الطفل على الصيام قبل أن يصل سن البلوغ بشكل تدريجي، وبالحديث عن السن المناسب من أجل بدء تعويد الطفل على الصيام فإنه يتراوح ما بين ال7 سنوات إلى عشر سنوات.
السن المناسب لصيام الأطفال

فيما أشار الدكتور سلام شراب خلال لقائه مع تلفزيون قطر إلى أن سن الإدراك هو عمر السبع سنوات، لذلك فإنه لا يُفضَّل بدء تعويد الطفل على الصيام قبل هذا العمر، أما سن العشر سنوات فهو السن الذي أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بالحرص على مواظبة الأبناء على الصلاة، حيث قال: “علّموهم على سبع، واضربوهم على عشر”، وبالإشارة إلى الارتباط الوثيق بين الصلاة والصيام، نجد أنه من المُفضَّل بدء تعويد الطفل على الصيام قبل سن العاشرة، مع عدم إجباره على الصيام قبل بلوغه سن التكليف.
أدلة على سن الصيام للأطفال

بحسب الشريعة الإسلامية فإنه لا يجوز إجبار الطفل على الصيام في سن صغير، حتى يصل إلى سن البلوغ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَنْ الْمَجْنُونِ الْمَغْلُوبِ عَلَى عَقْلِهِ حَتَّى يفِيقَ، وَعَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ”.
وبالرغم من ذلك، فإنه يجدر بالمسلم تدريب ابنه وتعويده على الصيام قبل أن يصل سن البلوغ، حتى يُكتَب لع عملًا صالحًا ينال عليه الأجر والثواب من عند الله تعالى.
ويبدأ الوالدين بتعليم الصيام لأطفالهما عند سن الإطاقة للصيام، ويختلف هذا السن باختلاف بنية الأطفال، فيما حدّد بعض العلماء سن الإطاقة بالصيام على أنه عمر العشر سنوات، فقال الخرقي: “وإذا كان الغلام عشر سنين، وأطاق الصيام أُخِذَ به”.
آراء العلماء في سن الصيام للأطفال

ذهب بعض العلماء إلى تحديد سن الصيام للأطفال إذا أطاق الطفل الصيام، ومنهم: عطاء، الحسن، ابن سيرين، الزهري، قتادة، والشافعي.
- فيما قال ابن قدامة في تفسير قول الخرقي: “يعني: أنه يُلزم الصيام، يؤمر به، ويضرب على تركه، ليتمرن عليه ويتعوده، كما يُلزم بالصلاة ويؤمر بها”.
- أيضًا في هذا فقد قال الأوزاعي: “إذا أطاق صوم ثلاثة أيام تباعا لا يخور فيهن ولا يضعف حُمِّلَ صومَ شهر رمضان”.
- وقال إسحاق: “إذا بلغ ثنتي عشرة أحب أن يكلف الصوم للعادة”
- وقال الشيخ ابن عثيمين: “والصغير لا يلزمه الصوم حتى يبلغ، ولكن يؤمر به متى أطاقه ليتمرن عليه ويعتاده، فيسهل عليه بعد البلوغ، وقد كان الصحابة رضي الله عنهم -وهم خير هذه الأمة- يصوِّمون أولادهم وهم صغار”.
فتوى الشيخ ابن عثيمين في صيام الأطفال

سُئل الشيخ ابن عثيمين حول صيام الطفل، فقيل: طفلي الصغير يصر على صيام رمضان رغم أن الصيام يضره لصغر سنه واعتلال صحته، فهل أستخدم معه القسوة ليفطر؟
فكان رد الشيخ: إذا كان صغيراً لم يبلغ فإنه لا يلزمه الصوم، ولكن إذا كان يستطيعه دون مشقة فإنه يؤمر به، وكان الصحابة رضي الله عنهم يُصوِّمون أولادهم، حتى إن الصغير منهم ليبكي فيعطونه اللعب يتلهى بها، ولكن إذا ثبت أن هذا يضره فإنه يمنع منه، وإذا كان الله سبحانه وتعالى منعنا من إعطاء الصغار أموالهم خوفاً من الإفساد بها، فإن خوف إضرار الأبدان من باب أولى أن نمنعهم منه، ولكن المنع يكون عن غير طريق القسوة، فإنها لا تنبغي في معاملة الأولاد عند تربيتهم.
ويمكن للآباء تشجيع أطفالهم على الصيام عن طريق تقديم المُحفّزات المادية البسيطة إليهم، مثل النقود أو الهدايا، أو من خلال تشجيع روح المنافسة بينهم وبين أقرانهم في سنهم أو ما دونه، لكن دون التوجه إلى أسلوب المقارنات المذمومة، وغير ذلك من الأساليب التربوية الحسنة.