من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين

من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين، يهتم المسلمون منذ قديم الأزل بمعرفة السيرة الذاتية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أجل اتخاذهم قدوة ومثل أعلى في الحياة، والاتصاف بجميل صفاتهم وانتهاج نهجهم الذي يقود إلى نيل رضا الله عز وجل، ومن صور تتبّع المسلمين لسيرة الصحابة حتى يومنا هذا هو عمليات البحث الكثيرة التي شهدتها المحركات والمصفحات الإلكترونية المختلفة حول من هو الصحابي الملقب بأبي المساكين.

الصحابي الذي لُقّب بأبي المساكين

الصحابي الذي لُقّب بأبي المساكين
الصحابي الذي لُقّب بأبي المساكين

كان لقب أبي المساكين يُطلق على الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخ الأكبر لعلي بن أب طالب رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين.
وكان جعفر بن أبي طالب من السبّاقين في دخول الإسلام، حيث أسلم قبل دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم ليدعو فيها إلى الإسلام، وأسلمت زوجته معه في نفس اليوم.
كان جعفر بن أبي طالب قريبًا من الرسول صلى الله عليه وسلم، وواحدًا من وزرائه، وكان شديد الشبه بالنبي عليه الصلاة والسلام، حتى قال له النبي ذات يوم: “أشبهتَ خلقى وخُلُقي”

سبب تلقيب جعفر بن أبي طالب بأبي المساكين

سبب تلقيب جعفر بن أبي طالب بأبي المساكين
سبب تلقيب جعفر بن أبي طالب بأبي المساكين

أُطلق لقب أب المساكين على الصحابي الجليل جعفر بن أبي طالب لما عُرف عنه من حُب لمجالسة المساكين والعطف عليهم، حيث كان يلازمهم في مجالسهم يحدّثهم ويُحدّثونه، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن لقبه بأبي المساكين.
كما لُقّب جعفر بن أبي طالب أيضًا بجعفر الطيار، وذي الجناحين، ويعود ذلك إلى ما رُوي عن منام النبي صلى الله عليه وسلم الذي رأى فيه جعفر يطير، فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “رأيت جعفراً يطير في الجنة مع الملائكة”.

خطبة جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي

خطبة جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي
خطبة جعفر بن أبي طالب أمام النجاشي

جعفر بن أبي طالب هو صاحب الخطبة البليغة التي قام بإلقائها أمام النجاشي ملك الحبشة، حين حاول المشركون أن يوقعوا بين المهاجرين إلى الحبشة من المسلمين وبين النجاشي، فأرسل حينها النجاشي إلى المسلمين يسأل: “ما هذا الدين الذى قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في دينى ولا في دين أحد من الملل؟”
فأتى الرد من الصحابي جعفر بن أبي طالب كما يلي: “أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوى منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان، فخرجنا الى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا فى جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك”.

استشهاد جعفر بن أبي طالب

استشهاد جعفر بن أبي طالب
استشهاد جعفر بن أبي طالب

استشهد الصحابي الجليل وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة التي وقعت بين المسلمين والروم في السنة الثامنة للهجرة، وكان حينئذٍ أمير جيش المسلمين بعدما استُشهد أميرهم الأول الصحابي زيد بن حارثة، فبعدما استُشهد زيد، أخذ جعفر بن أبي طالب لواء المسلمين بيمينه، فقُطعت، فحملها بشماله، فقُطعت، فاحتضنه بعضديه، حتى استشهد رحمه الله وكان عمره واحد وأربعين عامًا، وصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال للمسلمين: “استغفروا لأخيكم فإنه شهيد، دخل الجنة وهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء في الجنة”.

ودُفن جعفر بن أبي طالب المُلقَّب بجعفر الطيار، وأبي المساكين في منطقة مؤتة في بلاد الشام، ويقع مقامه في بلدة المزار الجنوبي جنوب مدينة الكرك في الأردن.

Scroll to Top