على من تجب زكاة المال إسلام ويب، الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، بعد الشهادتين وإقامة الصلاة، وهي واجبة على كل مسلم وفقًا لبعض الشروط والأحكام، كأن تكون فوق النصاب، وبلوغ عام كامل عليها، وقد وعد الله سبحانه وتعالى من يؤدي الزكاة بالفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، ومن الضروري للمسلم أن يتعلم أحكام الزكاة، حيث بنصوص أهل العلم فإنه من تجب عليه عبادة، يجب عليه تعلم أحكامها، ومن هذا الأحكام، الأصناف التي تجب عليها الزكاة، وهو السؤال الذي انتشر بكثرة في الآونة الأخيرة تحت عنوان على من تجب زكاة المال إسلام ويب.
الأموال التي تجب فيها الزكاة

تجب الزكاة في الأموال التي لايمتلكها المسلم للاستعمال الشخصي، أي ما تكون للادخار والاستثمار، مثل: النقود، عروض التجارة، المواشي السائمة، المحاصيل الزراعية إذا بلغت نصابها وحال عليها الحول، ويُستثنى من بلوغ الحول بعض المحاصيل الزراعية كالحبوب والثمار، لأن هذه المحاصيل زكاتها عند حصادها في حال بلغت النصاب، بينما ما يمتلكه المسلم للاستعمال اليومي والشخصي، مثل المسكن والملبس والمأكل والسيارة فلا تجب فيه الزكاة.
الأصناف التي تُدفع لها الزكاة

تدفع زكاة المسلمين إلى ثمانية أصناف ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”، وقد ذُكرت “إنما” للحصر، أي لا يجوز إخراج الزكاة لغير هذه الأصناف، وأكّدت السنة النبوية على ذلك من خلال الحديث النبوي الشريف، حيث ذُكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال أعطني من الصدقة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم إنّ الله تعالى لم يرضَ بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو فجزَّأها ثمانية أجزاء، وفيما يلي بيان للأصناف الثمانية التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز.
تفصيل مصارف الزكاة

- الفقراء: والفقير هو من لا مال له ولا كسب يسد حاجته، أو هو من لا يجد كفايته.
- المساكين: والمسكين هو من يجد كفايته بالكاد وقد لا تسد حاجته.
- العاملون عليها: وهم العمال القائمون على شأن الزكاة، حيث أن الزكاة في الشريعة الإسلامية هي نظام كامل متكامل، يتطلب من يقوم على تطبيقه والتفرغ التام له، ومن ثم أجاز الشارع الحكيم لهؤلاء العاملين عليها أن يؤجروا منها، أي من أموال الزكاة التي يتم جمعها.
- المؤلفة قلوبهم: وهم نوعان: من دخلوا في الإسلام من غير أن يرسخ الإيمان في قرارة نفوسهم، ومن يريد الإسلام أن يستميلهم، أو على الأقل أن يكف أذاهم عن المسلمين.
- فك الرقاب: وهم العبيد والإماء الذين اتفقوا مع من يملكونهم على أن يتم تحريرهم نظير مبلغ معين فتجوز الزكاة لهم حتى يصبحوا أحراراً.
- الغارمون: والغارم هو الذي تراكمت عليه الديون، فيأخذ من الزكاة ما يفي دينه.
- في سبيل الله: أي للمجاهدين المتطوعين، أي الذين تجندوا مع الدولة للجهاد تطوعا، وليس لهم من بيت المال ما يأخذونه، فيعطون من الزكاة. وهم المقصودون في الآية الكيمة، حيث قال ابن كثير: «وأما في سبيل الله: فمنهم الغزاة الذين لا حق لهم في الديوان، وعند الإمام أحمد، والحسن، وإسحاق: “والحج من سبيل الله، للحديث».
وقال ابن منظور في معنى (في سبيل الله): «في الجهاد وكل ما أمر الله به من الخير فهو من سبيل الله». وكل سبيل أريد به الله عز وجل، وهو بر فهو داخل في سبيل الله. - ابن السبيل: وابن السبيل هو المسافر الذي قد يكون نفد ماله وهو في مكان غير بلده فيعطى ما يكفيه للعودة إلى بلده.
شروط إخراج الزكاة

تجب الزكاة في النقود بشرطين أساسيين، وهما: أن تبلغ النصاب، ويبلغ نصاب المال 85 غرامًا من الذهب، أو 595 غرامًا من الفضة، والشرط الثاني أن يحول عليها الحول الهجري، فمن امتلك نقودًا بلغت النصاب، ومر عليها عام هجري كامل، فقد وجبت فيها الزكاة، ومقدار الزكاة هو ربع العشر، أي 2.5%، وإذا لم تبلغ النقود النصاب فلا تجب فيها الزكاة، وكذلك إذا بلغت النصاب ولم يحُل عليها الحول فإنها لا تجب فيها الزكاة.
ويعتبر حكم الزكاة في الإسلام معلومًا من الدين بالضرورة، وبالتالي فإن منع الزكاة محرم شرعًا في حال التثبت من وجوب الزكاة في هذا المال، وقد ورد في ذلك العديد من النصوص الدالة على التحريم في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.