هل يجوز إمامة المرأة لزوجها في الصلاة

هل يجوز إمامة المرأة لزوجها في الصلاة، تكثر الأسئلة المتعلقة بالاحكام الشرعية الإسلامية في شهر رمضان المبار، خاصة وأنه شهر العبادات والطاعات والقربات إلى الله عز وجل، حيث يحرص المسلمون في هذا الشهر الفضيل على الإكثار من الصلاة وصلوات النوافل وأوجه العبادة الأخرى، وهو الامر الذي يعتبر مدعاةً إلة تولّد أسئلة جديدة تتطلب بيان الحكم الشرعي فيها، ومن بينها التساؤل حول حكم إمامة المرأة للرجل في الصلاة، أو إمامتها لزوجها على وجه التحديد، وفي هذا قد شاعت التساؤلات بثرة في الأيام القليلة الماضية، تحت عنوان هل يجوز إمامة المرأة لزوجها في الصلاة.

هل تجوز إمامة المرأة بالرجال في الصلاة

هل تجوز إمامة المرأة بالرجال في الصلاة
هل تجوز إمامة المرأة بالرجال في الصلاة

الصحيح عند غالبية العلماء أن لا يجوز للمرأة أن تؤم بالرجال، سواء كانوا كبارًا أم صغارًا، وتعتبر صلاهم في هذه الحالة غير مجزئة، ولم يخالف هذا الحكم إلا البعض القليل من أهل العلم، وفي ذلك قال ابن قدامة في كتاب المغني: “وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجل بحال في فرض ولا نافلة، في قول عامة الفقهاء”.
كما قال الإامم الشافعي في كتاب الأم: “وإذا صلت المرأة برجال ونساء وصبيان ذكور فصلاة النساء مجزئة، وصلاة الرجال والصبيان الذكور غير مجزئة؛ لأن الله عز وجل جعل الرجال قوامين على النساء وقصرهنَّ عن أن يكن أولياء وغير ذلك، ولا يجوز أن تكون امرأة إمام رجل في صلاة بحال أبداً”.

هل يجوز أن تؤم المرأة بزوجها في الصلاة

هل يجوز أن تؤم المرأة بزوجها في الصلاة
هل يجوز أن تؤم المرأة بزوجها في الصلاة

بحسب ما اتفق عليه غالبية اهل العلم فإنه لا يجوز للمرأة أن تكون إمامًا للرجل بصفة عامة، ويشمل ذلم إن كان الرجل زوجها أو من محارمها، في حين ذهب النفر القليل من أهل العلم بجواز ذل في صلاة النافلة، أو قيام رمضان، لكن وفق قيود معينة.
أما في السنة النبوية، فإنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر امرأة أن تكون إمامًا بزوجها، إنما في ذلك فقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام المرأة أن تؤم أهل بيتها، في حين ذهب بعض العلماء إلى صحة ذلك، فقال أبو ثور: ” لا إعادة على من صلى خلفها”، وقال آخرون أنه يجوز للمرأة أن تؤم الرجال في صلاة التراويح، بشرط أن تكون وراءهم، استنادًا عمّا رُوي عن ام ورقة بنت عبد الله بن الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل لها مؤذنًا يؤذّن لها، وأمرها أن تؤم أهل بيتها، وفي هذا عموم للرجال والنساء.

رأي دار الإفتاء في إمامة المرأة لزوجها

رأي دار الإفتاء في إمامة المرأة لزوجها
رأي دار الإفتاء في إمامة المرأة لزوجها

أجرت دار الإفتاء المصرية بثّا مباشرًا عبر حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تجيب من خلاله على الأسئلة الدينية للمتابعين، والتي ورد من بينها سؤال: “هل يجوز إمامة المرأة لزوجها في الصلاة في المنزل؟”
وأجابت دار الإفتاء بأن ذلك لا يجوز سواء كان داخل المنزل أو خارجه، ولا يجوز لها الإمامة لا بزوجها ولا بأي رجل آخر، فإنه لا تؤم المرأة الرجل، حيث تعتبر ذكورة الإمام من شروط الإمامة في الصلاة”
في حين أن صلاة الجماعة للنساء وإمامة المرأة بالنساء إنما هي مشروعة ومستحبة.

دليل عدم جواز إمامة المرأة بالرجل

دليل عدم جواز إمامة المرأة بالرجل
دليل عدم جواز إمامة المرأة بالرجل

ورد في عدم جواز أن تؤم المرأة الرجل عددصا من الادلة في مصادر التشريع الإسلامي، التي هي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفيما يلي نذكر لكم بعض هذه الأدلة:

  • روى أبو داود وأحمد عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تَمْنَعُوا نِسَاءَكُمْ الْمَسَاجِدَ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ).
    وقيل في ذلك: “(وَبُيُوتهنَّ خَيْر لَهُنَّ): أَيْ صَلاتهنَّ فِي بُيُوتهنَّ خَيْر لَهُنَّ مِنْ صَلاتهنَّ فِي الْمَسَاجِد لَوْ عَلِمْنَ ذَلِكَ، لَكِنَّهُنَّ لَمْ يَعْلَمْنَ فَيَسْأَلْنَ الْخُرُوج إِلَى الْمَسَاجِد وَيَعْتَقِدْنَ أَنَّ أَجْرهنَّ فِي الْمَسَاجِد أَكْثَر، وَوَجْه كَوْن صَلاتهنَّ فِي الْبُيُوت أَفْضَل الأَمْن مِنْ الْفِتْنَة، وَيَتَأَكَّد ذَلِكَ بَعْد وُجُود مَا أَحْدَثَ النِّسَاء مِنْ التَّبَرُّج وَالزِّينَة”.
  • عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (مَنْ رَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلَاتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ).
    قال الحافظ في تفسير الحديث: “وَكَأَنَّ مَنْعَ اَلنِّسَاءِ مِنْ اَلتَّسْبِيحِ لأَنَّهَا مَأْمُورَة بِخَفْضِ صَوْتِهَا فِي اَلصَّلاةِ مُطْلَقًا لِمَا يُخْشَى مِنْ اَلافْتِتَانِ”.
    فإذا كانت المرأة منهية عن تنبيه الإمام بالقول إن أخطأ ، وإنما تصفق ، حتى لا ترفع صوتها بحضرة الرجال ، فكيف تصلي بهم وتخطب بهم؟
  • عمل المسلمين على مدار أربعة عشر قرنا من الزمان، على أن المرأة لا تتولى الصلاة بالرجال.

يتبين من خلال ما سبق أن غالبية جمهور العلماء أجمعوا على عدم جواز أن تؤم المرأة الرجل سواء كان محرم عليها أو لا، بما في ذلك زوجها، وقد ورد في هذا التحريم العديد من الادلة الشرعية بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، في حين ذهب القليل من اهل العلم أنه يجوز للمرأة الإمامة في صلاة النوافل، شرط أن تكون خلف المصلين الرجال.

Scroll to Top