من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا هل هو حديث، تعد ليلة القدر من الليالي المباركة لدى المسلمين، والتي يحرصون على قيامها وإحيائها طمعًا في الأجر والثواب من عند الله تعالى، وقد ورد في ذكر فضل ليلة القدر العديد من النصوص من آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ومن بينها الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي في مطلعه من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، والذي تناوله الكثير من المسلمين بالبحث عبر المواقع الإلكترونية المختلفة، تحت عنوان من قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا هل هو حديث.
حديث من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا في فضل قيام ليلة القدر، فقد رُوي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ رواه البخاري ومسلم.
ويدل هذا الحديث على فضل ليلة القدر في قيامها، حيث أنها من الليالي العظيمة التي شرفها الله سبحانه وتعالى، حيث جعلها خيرٌ من ألف شهر، والمقصود بذلك في بركتها وبركة العبادة والطاعات فيها، حيث أن أوجه العبادة في هذه الليلة خيرٌ من العبادة في ألف شهر، لذلك فإن من قام هذه الليلة إيمانًا احتسابًا غفر الله ما تقدم من ذنوبه.
فضل ليلة القدر

ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة والآيات القرآنية التي تبيّن فضل ليلة القدر وبعض ما جاء فيها، ومنها:
- قوله تعالى: “إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم”
وقد جاءت هذه الآية لتبين الخير والبركة الكثيرين المصاحبين لليلة القدر، وعظيم أجر القائم على إحيائها، حيث أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم في هذه الليلة، ودليلًا آخر على ذلك قوله تعالى في سورة القدر: “إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر”. - قوله تعالى: “تنزَّلُ الملائكةُ والروحُ فيها بإذن ربهم”.
وتشير هذه الآية إلى نزول الملائكة مع البركة والرحمة إلى الأرض، كما تنزل في مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم وحلقات العبادة، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم، وهذه من باب التعظيم لقائم هذه الليلة”.
شرح حديث من قام ليلة القدر

ورد بشارة عظيمة في حديث من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا لمن يقيم ليلة القدر، حيث بيّن النبي صلى الله عليه وسلمفضل هذه الليلة، وأن من يحييها بالصلاة وتلاوة القرآن الكريم يغفر الله سبحانه وتعالى له ذنوبه السابقة، غير الحقوق الآدمية، لأن إجماع العلماء أشار إلى أنها لا تسقط إلا برضا صاحب الحق، على أن يقوم الليلة إيمانًا واحتسابًا، أي تصديقًا بفضل هذه الليلة، وفضل قيامها والعبادة فيها، على أن تكون ابتغاءً لوجه الله تعالى، وقد ورد فعل الجزاء في الحديث بصيغة الماضي “غفر” بالرغم من أن المغفرة تكون في المستقبل، لإشعار المستمع بيقين الوقوع، وتحقيق الثبوت، بفضلٍ من الله سبحانه وتعالى على عباده.
حديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ، وأيمَا حَفِظَ مِنَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”
وبذلك نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تطرّقنا فيه للحديث النبوي الشريف “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا……..الخ”، وبيّنا شرح وافسير الحديث، بالإضافة إلى أننا ذكرنا بعض فضائل ليلة القدر الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية.