حكم اخراج زكاة الفطر مالا، مع انقضاء أكثر من النصف من أيام شهر رمضان المبارك، واقتراب عيد الفطر السعيد، يقترب موعد إخراج زكاة الفطر للمسلمين، وهي حق في مال المسلمين الصائم يخرجونه في سبيل الله عز وجل، وقد حدّدت الشريعة الإسلامية بنصوص القرآن الكريم أحكام وشروط ومقادير زكاة الفطر، ووقت إخراجها، وكثيرًا ما يتساءل المسلمون عن هذه الأحكام المتعلقة بزكاة الفطر، وربما كان أكثر الأسئلة المطروحة حول زكاة الفطر هو حكم اخراج زكاة الفطر مالا.
ما حكم زكاة الفطر

فرض الله سبحانه وتعالى زكاة الفطر على كل مسلم ومسلم، الصغير والكبير، الغني والفقير، لحديث ابن عمر رضي الله عنه حين قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان) [رواه الجماعة].
الحكمة من مشروعية زكاة الفطر

فرض الله سبحانه وتعالى زكاة الفطر على المسلمين من أجل تحقيق حكمة معينة، وهنالك حكمتان أجمع عليهما العلماء من مشروعية زكاة الفطر، وردتا في حديث ابن عباس رضي الله عنه حيث قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين) [رواه أبو داود]، ونستنتج هاتين الحكمتين من خلال الحديث، وهما:
- تطهير للصائم من اللغو والرفث الذيقد يكون وقع منه خلال شهر رمضان
- إطعام المساكين ومواساتهم في العيد.
على من تجب زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على المسلمين عمومًا بنصوص القرآن الكرين والسنة النبوية المطهرة، واللذان هما مصادر التشريع الأساسية في الإسلام، وقد حددت هذه المصادر ضابطين أساسيين لوجوب زكاة الفطر، ورد ذكرهما في حديث ابن عمر رضي الله عنه حيث قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير .. على الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين”. [رواه الجماعة]. ونستتنج هذين الضابطين من الحديث، وهما:
- كل مسلم ومسلمة صغير أو كبير، حر أو عبد.
- أن يملك ما يزيد عن حاجته وحاجة من يعوله في يوم العيد.
كما ويُستحب أن تُخرج زكاة الفطر عن الجنين، فقد قال أبو قلابة: “كانت تعجبهم صدقة الفطر عن الصغير والكبير حتى الحمل في بطن أمه” [رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح].
لمن تعطى زكاة الفطر

بحسب الصحيح من الآراء فإن زكاة الفطر لا تُعطى إلا للفقراء والمساكين، وهم الذين لا يملكون كفايتهم في يوم العيد، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: “طعمة للمساكين) [رواه أبو داود]، أما بقية الأصناف الستة والتي تم ذكرها في القرآن الكريم التي تُمنح لها الصدقات فإنهم فلا يعطون من صدقة الفطر إلا إذا كانوا فقراء أو مساكين فقط.
مقدار وأصناف زكاة الفطر

تُخرَج زكاة الفطر صاعًا عن كل مسلم، والصاع يعادل 2.176 كيلو جرام، وأصناف زكاة الفطر هي غالبية طعام أهل البلد، حيث ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير” [متفق عليه].
كما روى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: “كنا نعطيها زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من أقط” [متفق عليه].
حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا

هنالك رأيان اختلف فيهما العلماء حول حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، وهما:
- الرأي الأول: جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا أو غيره، وهو الرأي الذي اتفق عليه الإمام أبو حنيفة وسفيان الثورى وعمر بن عبد العزيز والحسن البصرى وأبو يوسف من الحنفية.
- الرأي الثاني: عدم جواز إخراج قيمة زكاة الفطر، وهو الرأي الذي أجمع عليه جمهور المالكية والشافعية والحنابلة، استنادًا على عدم ورود نص في ذلك، ولأن القيمة في حقوق الآخرين لا تجوز إلا برضاهم، أما زكاة الفطر فليس لها مالك معين لينال الرضا أو الرفض.
والشائع عند غالبية العلماء وأهل الدين عدم جواز إخراج صدقة الفطر نقدًا، بل الواجب فيها إخراجها صاعًا من قوت أهل البلد، كما لم يُجِز العلماء الاجتهاد في هذا الشأن وإخراج النقود.