ما هو الوصال في الصيام، صوم رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر مقيم، ويُقصَد بالصوم هو الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، وهنالك عدة ضوابط وأحكام للصيام، ومع حلول شهر رمضان لهذا العام، بدأ الناس بشكل كبير يبحثون في المسائل المختلفة المتعلقة بأحكام الصوم، ومنها الوصال في الصوم، فيجهل الكثيرون معنى الوصال في الصوم في الشرع، فنجد بعض العناوين التي انتشر البحث عنها في الآونة الأخيرة تتضمن فيما بينها ما هو الوصال في الصيام.
ما هو الوصال في الصيام

وصال الصيام هو استمرار الصوم في ليلة الصيام عن قصد، أو هو ترك ما يفطر بالنهار قي ليالي الصيام بالقصد، فيمسك الصائم في جميع الليل أو بعضه، أو بمعنى آخر، أن يصِل صيام يوم بيوم آخر، فلا يأكل بينهما شيئًا، وقد ثبت من السنة النبوية بحسب ما ورد في الصحيحين النهي عن الوصال في الصيام بقصد مواصلة الصوم، لأن وقت الصيام قد خصصه الله سبحانه وتعالى في النهار، فيبدأ من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، فإذا انتهى وقت الصيام دخل الصائم في وقت إباحة تناول الطعام والشراب وسائر المفطراتـ ويمتد وقت الإباحة في الليل كله، حيث أن الليل ليس وقتًا للصوم.
حالات الوصال في الصيام

هنالك حالتان للوصال في الصيام في الشريعة الإسلامية، وهما:
- مواصلة الصوم بالقصد أو بالنية: ويعني أن يقصد الصائم مواصلة الصيام قاصدًا زيادة التعبد والقرب من الله عز وجل، فهذا هو المعنى الشرعي المقصود بالوصال في الصيام في الشريعة الإسلامية، وهو نوع الوصال المنهي عنه في الدين، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿ثم أتموا الصيام إلى الليل﴾، فقد خصّ الله سبحانه وتعالى النهار بالصيام، وأمر بإتمام الصيام إلى أن يدخل أول الليل، فيما أباح تناول الطعام والشراب وسائر المفطرات سائر الليل، كما ثبت بالسنة النبوية الصحيحة تعجيل الفطور.
- مواصلة الصوم بغير قصد، وهذا المعنى لا يدخل في تعريف الوصال في الصيام المنهي عنه في الشريعة الإسلامية، وصورة هذا الصيام أن يصوم المسلم النهار موصولاً بالليل دون قصد التقرب إلى الله، إنما قد يحصل ذلك نتيجة عدم الرغبة في تناول الطعام والشراب، أو يكون لديه ما يشغله لدرجة أن ينسى أمر الإفطار، أو مواصلة الصوم بقصد الرياضة او النحافة أو لغرض صحي، كالاستعداد لعملية جراحية أو غيرها.
حكم الوصال في الصيام

ثبت في السنة النبوية الصحيحة النهي عن الوصال في الصيام، لأن ليلة الصيام هي محل لإباحة الأكل والشرب، حيث قال الله تعالى: “﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ…الآية﴾ إلى قوله تعالى: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾، وفي الآية إباحة لما أحل الله من النساء في ليلة الصيام، وكذلك إباحة الأكل والشرب في اليلل كله، وهي الأمور المحرمة في نهار يوم الصيام، كما ثبت هذا الحكم في السنة النبوية من خلال استحباب تعجيل الفطور في أول الليل، وتأخير السحور إلى آخره، فقد حدد الشرع وقت إنتهاء الصوم، حيث أن تعجيل الفطور إلى أول الوقت فيه معنى الطاعة والامتثال لأوامر الشرع.
أدلة على نهي الوصال في الصيام

وردت العديد من الادلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة على النهي عن الوصال في الصوم، نذكر بعضًا منها فيما يلي:
- «عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تواصلوا، قالوا إنك تواصل قال لست كأحد منكم إني أطعم وأسقى أو إني أبيت أطعم وأسقى»
- «عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: «إني لست كهيئتكم إني أطعم وأسقى»
- لمسلم: «أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال فقال رجل من المسلمين فإنك يا رسول الله تواصل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر الهلال لزدتكم كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا».
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال الذي تعرّفنا فيه على معنى الوصال في الصيام، وحالاتهن وحكمه الشرعي، كما أدرجنا بعض الأدلة الشرعية من السنة النبوية على تحريم الوصال في الصيام.