هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل

هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل، في شهر رمضان المبارك تكثر العبادات والطاعات وكافة أوجه التقرب إلى الله عز وجل، خاصة في ليالي العشر الاواخر من الشهر الفضيل، حيث يستغل المسلمون هذه الليالي المباركة بالإكثار من الصلاة وقيام الليل والتهجد على وجه مخصوص من العبادات، لذلك نجد الكثير منهم يبحثون حول بعض الأحكام المتعلقة بصلوات القيام والتهجد خلال هذه الأيام، ومن أبرز الأحكام المتعلقة بصلاة قيام الليل والتي شاع البحث عنها في الأيام القليلة الماضية هي هل يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل.

هل يجوز القراءة من المصحف في قيام الليل

هل يجوز القراءة من المصحف في قيام الليل
هل يجوز القراءة من المصحف في قيام الليل

أجابت دار الإفتاء المصرية على التساؤل الخاص بحكم القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل عن طريق بث مباشر قامت به عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، وجاء في الإجابة من أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية الشيخ محمود شلبي أنه يجوز القراءة من المصحف في صلاة قيام الليل في حال استطاع المصلي أن يحافظ على تركيزه وخشوعه، بينما لو انشغل المصلي بتقليب الصفحات أثناء الصلاة والقراءة، أو سرح عن الصلاة، فالأولى أن يصلي بدون المصحف.

حكم القراءة من المصحف في الصلاة

حكم القراءة من المصحف في الصلاة
حكم القراءة من المصحف في الصلاة

تعد قراءة آيات بعد سورة الفاتحة في أول ركعتين من الصلاة سنة، لقوله تعالى: {… فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ… } [المزمل:20]، وتصِح الصاة لو ترك المصلي القراءة بعد سورة الفاتحة، والأصل في الصلاة أن يُقرأ فيها القرآن عن ظهر قلب دون استخدام المصحف، ولذلك فقد جعل النبي ﷺ معيار التفضيل بين الناس في إمامة الصلاة حفظ وإتقان القرآن الكريم، حيث قالﷺ: «لِيَؤُمّكُمْ أَكْثَركُمْ قُرْآنًا» رواه البخاري.
أما القراءة من المصحف في الصلاة فقد اختلف فيها الفقهاء، ففي مذهب الشافعي وابن حنبل إلى جواز القراءة من المصحف في الصلاة سواء أكانت صلاة مفروضة أو نافلة، استنادًا لما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِن المُصْحَفِ”.
بينما في مذهب أبي حنيفة فيرى أن القراءة من المصحف في الصلاة تفسدها، لأن حمل المصحف والنظر فيه وتقليب صفحاته عمل كثير.

أقوال العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة

أقوال العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة
أقوال العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة

اختلفت آراء العلماء في حكم قراءة المصلي من المصحف في الصلاة، ومن صور ذلك:

  • تجوز القراءة من المصحف في الصلاة في المذهب الشافعي ومذهب الحنابلة، حيث ورد عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال: “لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف”، قيل له: الفريضةُ؟ قال: “لم أسمع فيها شيئاً”.
  • سُئل الزُّهريُّ عن رجلٍ يقرأ في رمضان في المصحف فقال: “كان خيارُنا يقرؤون في المصاحف”
  • بينما رأى المالكية كراهة أن يقرأ المصلي من المصحف مطلقًا في صلاة الفرض، سواء كانت القراءة في أوله أو في أثنائه، بينما أجازوا القراءة من المصحف في أول صلاة النافلة، لأنه يُغتفَر فيها ما لا يُغتفَر في الفرض، وكرهوها في أثنائها، لكثرة انشغال المصلي بها.

جواز القراءة من المصحف في صلاة القيام

جواز القراءة من المصحف في صلاة القيام
جواز القراءة من المصحف في صلاة القيام

أفتت اللجنة الدائمة للبحوق العلمية والإفتاء بسعة الأمر في القراءة من المصحف في صلاة النافلة دون الفريضة، حيث أشارت إلى جواز القراءة من المصحف في صلاة القيام في شهر رمضان، وعليه فإنه يمكن للمصلي حمل المصحف والقراءة منه خلال صلاة القيام، ويمكن للمصلي وضعه على كرسي بجانبه عند الركوع والسجود، أو أن يضعه على قائم مرتفع أمامه والقراءة منه مباشرة، وهذا الأفضل، لمنع الانشغال بحمله ووضعه.

إلى هنا نكون قد استنبطنا الحكم الشرعي للقراءة من المصحف في صلاة قيام الليل، وبيّنّا آراء العلماء في حكم القراءة من المصحف في الصلوات سواء كانت مفروضة أو نوافل، ووضّحنا اختلاف المذاهب في هذا الأمر.

Scroll to Top