خروج النار من اليمن من علامات الساعة، يعتبر الإيمان بيوم القيامة من مقتضيات الإيمان بشكلٍ عام، حيث أن الإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان، وهو المقصود بالساعة، ولقيام الساعة علامات كثيرة ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهّرة، ومنها علامات ساعة كبرى وعلامات ساعة صغرى، ويهتم المسلمون بمعرفة هذه العلامات بشكل كبير، استعدادً للقاء الله عز وجل، لذلك فقد تصدّر البحث عن خروج النار من اليمن من علامات الساعة عبر المواقع الإلكترونية المختلفة في الساعات الأخيرة، وسنأتي إلى تفصيل ذلك من خلال السطور القادمة.
خروج النار من اليمن من علامات الساعة
نار (علامة الساعة) هي نار تخرج من منطقة عدن، تقود الناس إلى محشرهم، أي أنها تجبر الناس على الخروج إلى أرض المحشر، وهي بلاد الشام وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية، ويعتبر خروج النار من عدن من علامات الساعة الكبرى، فهي إحدى الدلالات على نهاية الدنيا ومجيء الآخرة وفقًا للدين الإسلامي، وهذه النار غير حارقة، حيث أنها تتوقف مع توقف الناس إلى حين أن يكملوا مسيرهم فتلحق بهم، فلم يُسخّر الله سبحانه وتعالى هذه النار للحرق، إنما لإجبار الناس على التوجه نحو أرض المحشر.
الأدلة على خروج النار من اليمن من علامات الساعة
وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تُصدّق على علامة الساعة الكبرى المتمثلة في خروج النار من اليمن، ومنها:
- عن حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه قال: اطلع النبي صلى الله عليه وسلم علينا ونحن نتذاكر الساعة، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وآخر ذلك نار تخرج من قبل عدن – في اليمن – تطرد الناس إلى محشرهم.
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت أو من حضرموت تحشر الناس. قالوا: فيم تأمرنا يا رسول الله. قال: عليكم بالشام.
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: تُبعث نار على أهل المشرق فتحشرهم إلى المغرب تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا يكون لها ما سقط منهم وتخلَّفَ وتسوقهم سوق الجمل الكسير.
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى ثَلَاثِ طَرَائِقَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ وَاثْنَانِ عَلَى بَعِيرٍ وَثَلَاثَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَأَرْبَعَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَعَشَرَةٌ عَلَى بَعِيرٍ وَيَحْشُرُ بَقِيَّتَهُمْ النَّارُ تَقِيلُ مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا وَتَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا وَتُصْبِحُ مَعَهُمْ حَيْثُ أَصْبَحُوا وَتُمْسِي مَعَهُمْ حَيْثُ أَمْسَوْا”
- عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلَاثَةَ أَفْوَاجٍ: فَوْجًا طَاعِمِينَ كَاسِيِينَ رَاكِبِينَ، وَفَوْجًا يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ، وَفَوْجًا تَسْحَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى النَّارِ” فَقُلْنَا: يَا أَبَا ذَرٍّ قَدْ عَرَفْنَا هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ، فَمَا بَالُ الَّذِينَ يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ؟ قَالَ: يُلْقِي اللَّهُ الْآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ فَلَا ظَهْرَ.».
علامات الساعة الكبرى
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعض العلامات الكبرى لقيام الساعة، وهي كما يلي:
- الدجال
- نزول عيسى بن مريم
- ظهور يأجوج ومأجوج
- ظهور دابة تكلم الناس
- الدخان
- طلوع الشمس من مغربها
- خسف بالمشرق
- خسف بالمغرب
- خسف بجزيرة العرب
- نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم.
علامات الساعة الصغرى
أما عن علامات الساعة الصغرى فهي قسمان، وهما: الأمارات البعيدة التي ظهرت وانقضت، مثل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته، انشقاق القمر، وانتهاء عصر الصحابة، وغيرها، أما القسم الثاني فهو الأمارات المتوسطة، وهي العلامات التي ظهرت ولم تنقضِ، بل إنها تكثُر وتزيد، وهي كثيرة جدًا، نذكر البعض اليسير منها فيما يلي:
- ولادة الأمة ربتها.
- ظهور الكاسيات العاريات.
- تطاول الحفاة العراة رعاة الشاء بالبنيان.
- تسليم الخاصة.
- فشو التجارة.
- مشاركة المرأة زوجها في التجارة.
- سيطرة بعض التجار على السوق.
- شهادة الزور.
- كتمان شهادة الحق.
- ظهور الجهل.
- كثرة الشح والبخل.
- قطيعة الرحم.
- سوء الجوار.
- ظهور الفحش.
- تخوين الأمين وائتمان الخائن.
- هلاك الوعول وظهور التخوت.
- عدم المبالاة بمصدر المال من حرام أم من حلال.
- أن يتخذ الفيء دولاً.
- ان تكون الأمانة مغنمًا.
- ألا تطيب نفوس الناس بإخراج زكاتهم (والزكاة مغرمًا).
- تعلم العلم لغير الله.
- طاعة الزوجة وعقوق الأم.
- إدناء الأصدقاء وإقصاء الآباء.
- رفع الأصوات في المساجد.
- سيادة الفساق على القبائل.
- يكون زعيم القوم أرذلهم.
- إكرام الرجل اتقاءً لشره.
- استحلال الحر.
وهكذا نكون قد تعرّفنا على العلامات الكبرى والصغر لقيام الساعة، وفصّلنا في علامة خروج النار من اليمن، واستشهدنا عليها من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم والسنة النبوية.