هل يجوز السعي بدون وضوء، يعتبر السعي بين الصفا والمروة ركنٌ من أركان الحج، كما أنه أحد مناسك العمرة، ويعتبر شهر رمضان المبارك موسمصا يكثر فيه أداء العمرة، حيث أن العمرة في شهر رمضان المبارك يعادل فضلها فضل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك يحرص المسلمون بشكل كبير على أدائها ابتغاءً للأجر والثواب من الله تعالى، لذلك كثيرًا ما نجد في هذه الأيام عمليات البحث تتكرر بشأن بعض الأحكام المتعلقة بالعمرة، ومنها السعي بين الصفا والمروة، فقد كثُر التساؤل حول الحكم الشرعي في مسألة هل يجوز السعي بدون وضوء.
ما هو السعي
يمكن تعريف السعي في اللغة من سعى يسعى سعيًا، بمعنى عدا، وكذلك إذا عمل وكسب، والسعي في المشي هو الهرولة، وتأتي كلمتي السعي والذهاب بذات المعنى، أما في الاصطلاح، فهو قطع المسافة بين الصفا والمروة ذهابًا وإيابًا سبع مرات بعد طواف النسك للحج أو العمرة، ويقول ابن عبد الهادي الحنبلي في السعي: السعي المشي بين الصفا والمروة.
أما المسعى في الاصطلاح فهو الطريق الذي يتم فيه السعي، وفيه قال المباركفوري: المسعى مكان السعي وهو بطن الوادي.
أما شوط السعي فهو المرة الواحدة من الطواف حول البيت، وهو بالأصل مسافة يعدوها الفرس، والشوط في الحج هو الطواف مرة واحدة من الحجر الأسود والعودة إليه، أو من الصفا إلى المروة.
حكم السعي بين الصفا والمروة
اختلف جمهور العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة في الحج، فانقسموا إلى ثلاثة أقوال:
- الأول: أن السعي بين الصفا والمروة ركن من أركان الحج، ولا يتم الحج إلا به، ولا يمكن جبره بالدم، ولا يفوت ما دام صاحبه حيًا، ولو بقي عليه خطوة واحدة أو بعض خطوة فإن حجه لا يصح، ولم يتحلل من إحرامه حتى يأتي بما بقي له، ولا تحل له النساء ولو بقي على ذلك لسنين، وهذا هو رأي الشافعية والمالكية وكثيرين من الحنابلة.
- الثاني: أن السعي واجب، ويمكن جبره بالدم في حال تركه، وهذه حسب مذهب الحنفية.
- الثالث: أن السعي سنة، لا يوجب الدم بتركه، وهو قول الإمام أحمد بن حنبل.
هل يجوز السعي بدون وضوء
يختلف حكم الطهارة في الطواف عنه في السعي بين الصفا والمروة، فحيث أن الطهارة ركن من أركان الطواف لا بد منه، فالطواف بالبيت كالصلاة، يتوضأ ثم يطوف، أما في السعي فلا تجب الطهارة، فإن سعى بطهارة؛ فهو أفضل، وإن سعى على غير طهارة؛ فلا حرج، على غير الطواف بالكعبة الذي يستلزممن الطهارة كالصلاة، يطوف متطهرًا، ثم يصلي ركعتين.
أما السعي بين الصفا والمروة فهذا إن تطهر فهو أفضل، وإن سعى على غير طهارة؛ فلا حرج؛ ولهذا لو سعت الحائض والنفساء صح سعيها، بخلاف الطواف، فلو طافت المرأة وهي طاهرة، ثم حاضت بعد الطواف؛ سعت ولا حرج.
حكم السعي بدون وضوء
بحسب رأي أكثر أهل العلم، ومنهم المالكي والشافعي وأصحاب الرأي الآخرين، فإن السعي بين الصفا والمروة يصح من غير طهارة، حيث أن الطهارة في السعي ليست شرطًا، وإنما مستحبة، وعليه فإنه يجوز للمسلم أن بسعى بين الصفا والمروة بدون أن يتوضأ أو يتطهر.
إلى هنا نكون قد تعرّفنا على الحكم الشرعي في السعي بين الصفا والمروة من غير طهارة أو بدون وضوء، وكذلك تعرّفنا على معنى السعي في اللغة والاصطلاح، وعرفنا المقصود بالمسعى، وبينّا مفهوم الشوط في السعي والطواف، وبعض الأمور الأخرى.