هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد، مع حلول آخر أيام شهر رمضان الفضيل، ليكون غدًا أول أيام شهر شوال، والذي يصادف أول أيام عيد الفطر المبارك، يحرص المسلمون في كافة بقاع الأرض على تبادل التهاني والمُعايدات بمناسبة حلول العيد، الأمر الذي من شأنه أن يُدخل الفرحة والسرور في نفوسهم، ويُشعرهم بِلذّة العيد، وكما عادة المسلمين في التوجه إلى الشريعة الإسلامية لمعرفة الحكم الشرعي في المسائل الفقهية والدينية التي تلتبس عليهم، فنجد أن ثيرًا منهم في العيد يتساءلون عن الحكم الشرعي في المعايدة قبل دخول العيد، لذلك سنخصص هذا المقال من أجل الإجابة على سؤال هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد.
ما هو عيد الفطر ويكيبيديا
عيد الفطر هو واحد من الأعياد الإسلامية، يحتفل به المسلمون في كافة بقاع الأرض في اليوم الاول من شهر شوال، بعد إتمام عبادة الصيام في شهر رمضان المبارك.
وقد احتفل المسلمون بأول عيد فطر لهم في السنة الثانية للهجرة، حيث صاموا اول رمضان لهم في تلك السنة، كما يُحرَّم على النسلمين صيام أول أيام عيد الفطر.
ويبدأ وقت عيد الفطر من بعد غروب شمس آخر يوم من أيام شهر رمضان، وينتهي بغروب شمس اليوم الاول من أيام شهر شوال، حيث أن مدته في الشرع هي يوم واحد فقط، ويعتبر عيد الفطر هدية من الله عز وجل ومكافأة منه سبحانه للمسلمين جزاءً بإتمام فريضة الصيام في شهر رمضان، كما أنه مصدر لإدخال الفرح والسرور إلى نفوسهم، حيث قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ٥٨﴾ .
المعايدة في عيد الفطر
قال جبير بن نفير في المعايدة والتهنئة بعيد الفطر المبارك: «كان أصحاب رسول اللَّه إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك».
كما قد جرت العادة في كثير من الدول العربية والإسلامية بالتهنئة بقول: عيدكم مبارك، أو كل عام وأنتم بخير أو من العائدين الفائزين، وغيرها من عبارات التهنئة الأخرى.
هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد
في حكم المعايدة بالعيد قبل صلاة العيد ما رواه ابن قدامة رحمه الله: “وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها: أن محمد بن زياد قال : كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
والظاهر في الحديث من فعل الصحابة أن التهنئة بالعيد تكون بعد الصلاة، فلو اقتصر المسلم على ذلك فهو أفضل، اقتداءً بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، غير أنه إن هنّأ قبل ذلك فلا بأس فيها بإذن الله، لأن التهنئة بالعيد هي عادة، والأمر في باب العادات فيه سِعة، ويرجع إلى السائد بين الناس.
حكم المعايدة قبل صلاة العيد
في حكم المعايدة قبل صلاة العيد فقد اتفق جمهور العلماء بأنه أمر مُباح وجائز، حيث لم يرِد بنصوص مصادر التشريع الإسلامي سواء القرآن الكريم أو السنة النبوية ما ينهى عن ذلك أو ما يُحرّمه، كما لم يقف ظاهل االعلم على النهي عن المعايدة بالعيد قبل صلاة العيد أو حتى بعد العيد، وفي سؤال طُرح على الشيخ صالح الفوزان في حكم التهنئة قبل صلاة العيد فقد قال:
السؤال: انتشر بين الناس في هذه الأيام رسائل عبر الجوال تتضمن تحريم التهنئة بالعيد قبل العيد بيوم أو يومين وأنه من البدع، فما رأي فضيلتكم؟
الجواب: الشيخ الفوزان: لا أعلم هذا الكلام، هذه يروجونها ولا أعلم له أصلا، فالتهنئة مباحة في يوم العيد، أو بعد يوم العيد مباحة، أما قبل يوم العيد فلا أعلم أنها حصلت من السلف، وأنهم يهنئون قبل يوم العيد، كيف يُهَنَأ بشيء لم يحصل، التهنئة تكون يوم العيد، أو بعد يوم العيد مع أنها لا دليل عليها.
إلى هنا نكون قد تعرّفنا وإياكم على عيد الفطر المبارك، ووقته، وحكم التهنئة به قبل صلاة العيد وبعدها، لنكون قد قدّمنا لكم إجابةً كافية وافية ومُفصَّلة على التساؤل بشأن هل يجوز المعايده قبل صلاة العيد.