هل يمكن ان يكون المسيحي شهيد، بعدما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء الموافق الحادي عشر من شهر مايو عام 2025 بقتل الصحفية والإعلامية الفلسطينية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، والتي تعتنق الديانة المسيحية كثُرت التساؤلات حول اذا ما كان يمكن ان يكون المسيحي شهيد أو لا، حيث أصبح هذا الامر حديث الكثيرين الذين يرغبون بمعرفة كل ما يتعلق بهذا الأمر، وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بخبر مقتل شيرين أبو عاقلة التي تعتبر أحد الشخصيات التي تدعم القضية الفلسطينية من خلال عملها، ومن خلال هذا المقال سوف نعرف هل يمكن ان يكون المسيحي شهيد.
هل يمكن ان يكون المسيحي شهيد

يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة اذا ما كان يمكن ان يكون المسيحي شهيدا ام لا، علما وانه من اكثر الأمور التي تم البحث عنها في الآونة الأخيرة، ويشار إلى أنه وفقا لرأي الشرع الإسلامي فإنه لا يمكن للمسيحي ان يكون شهيدا، وذلك لأن الشهادة في الإسلام لها العديد من الشروط، والتي من أهمها ان يكون الشهيد مؤمنا بالدين الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن يشهد أنه لا اله الا الله، وبذلك يتضح بان المسيحي ليس مسلما اذا أخل بأحد الشروط الأساسية للشهادة، ووفقا لما سبق فإنه لا يمكن اعتبار المسيحي شهيدا بحسب المعتقدات الإسلامية.
هل المسيحي إذا استشهد يدخل الجنة

إن علماء الدين الإسلامي قد أجمعوا على أنه كل شخص يموت أو يستشهد على غير دين وهدي واتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو كافر ومصيره النار، علما وانه هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على هذا الامر، وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ” أخرجه مسلم، وفي قوله تعالى: “لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ”.
هل الشهيد يحاسب في قبره

إن الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله من أفضل الناس وأرفعهم مكانة ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى، وذلك لأنه قاتل وضحى بنفسه وكل ما يملك في سبيل الله، ومن أجل أن تكون كلمة الحق هي العليا ورفع راية لا اله إلا الله، وبذلك فإن الشهيد يكون هدفه الأساسي والاهم من جهاده وشهادته هو نصرة الدين، لذلك نجد الكثير من الأشخاص الذين يتسابقون من اجل التضحية بأنفسهم في سبيل الله ويحاربون في سبيل نصرة الحق، ونجد ذلك يتجلى في دولة فلسطين المحتلة، والتي يستشهد فيها العشرات كل يوم والكثير من الإصابات وكل ذلك في سبيل الله.
حكم الترحم على المسيحي

لقد أجمع اهل العلم من المسلمين بانه لا يجوز لمسلم أن يترحم على المسيحي عند موته، وذلك لقوله تعال فيف سورة التوبة: “ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم”، وقد أوضح الشيخ عبد العزيز ابن باز في فتواه بأنه من مات من اليهود أو النصارى او عباد الاوثان تاركا للصلاة وجاحدا بوجوبها كلهم لا يمكن الدعاء لهم ولا يتم الترحم عليه أو الاستغفار لهم والدليل على ذلك هو الآية التي ذكرناها في الأسطر السابقة، ومن الجدير ذكره بانه لا يجوز أن يقوم المسلم بسبهم بعد الموت.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية أسطر هذا المقال الذي عرفنا من خلاله الإجابة على سؤال هل يمكن ان يكون المسيحي شهيد، وقد أوضحنا بانه لا يمكن ذلك وفقا لما اجمع عليه جمهور العلماء والدلائل القرآنية على ذلك، بالإضافة إلى أنه لا يجوز الترحم على المسيحي.