هل المفاعلات الذريّة أدوات تجلب السلام للعالم، يتم استخدام المواد المائية المنتجة في العديد من الصناعات، أو استخدامها للتدفئة في البلدان الباردة أو المجمدة، ولها دور مهم للغاية في الصناعات الطبية، وعلى الرغم من كل هذه الاستخدامات المفيدة، لا يمكن تجنب الموازنة خطرها كمصدر رئيسي لتصنيع الأسلحة النووية التي تستخدم في الحروب.
هل المفاعلات الذريّة أدوات تجلب السلام للعالم
فيما يتعلق بالمفاعلات الذرية كأداة لإحلال السلام في العالم، اختلفت الآراء بين المؤيدين والمعارضين حول ما إذا كانت أدوات مفيدة أم ضارة، حيث أكد البعض أنها من أسباب تحقيق السلام، ويعتقد آخرون ذلك إنها من أسباب الحروب، وهذه الصناعة من أكثر أنواع الصناعات الخطرة في العالم، وتتطلب معايير وشروطًا معينة تهم الكثيرين، ومع انتشارها بدأ الفضول ينمو بشأنها، وحول كيفية بناء مصانعهم، وما المقصود بالمفاعلات النووية.
أما ما إذا كانت المفاعلات الذرية تجلب السلام للعالم فهي (عبارة خاطئة) لأنها تجلب الحروب والدمار أكثر من السلام، حيث تستخدم مراكز الطاقة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية وتشغيل الغواصات والسفن ودفعها، وذلك المركز و يعتمد المفاعل على مادة رئيسية وهي اليورانيوم المخصب.
شاهد ايضا:معلومات وحقائق عن محطة زابوريجيا النووية
ما هي المفاعلات النووية
المفاعل النووي: هو الجهاز أو المحطة أو المركز الكبير الذي يتم فيه إنتاج المفاعلات النووية، والذي يتم من خلاله فرض الرقابة على تلك الطاقة للحصول على فوائدها لأكبر وقت ممكن مع الخزان وفي داخله قلب المفاعل المعروف بوعاء الضغط بالإضافة إلى حديد الكادميوم والمبرد والمهدئ، ومن أشهر أنواع المفاعلات المفاعل البياني أو المفاعل المائي.
مصادر الطاقة النووية
تتعدد مصادر الطاقة النووية، من أهمها ما يلي:
الاندماج النووي
تنتج هذه الطاقة من تفاعل العناصر الثقيلة مع العناصر الخفيفة، من أجل إنتاج كميات هائلة من الطاقة التي تستخدم في صناعة القنابل الهيدروجينية والأسلحة النووية الحرارية.
الانشطار النووي
في هذه الحالة، تنقسم النواة إلى نواتين متساويتين الكتلة، وقد تحدث هذه العملية بشكل طبيعي أو من خلال تحريض الإنسان بالإشعاع الكهرومغناطيسي مثل أشعة جاما، وذلك لإنتاج كمية هائلة وكبيرة من الطاقة.
كيف تعمل الطاقة النووية
يوجد أكثر من أربعمائة مفاعل نووي في العالم يتم من خلالها إنتاج الكهرباء في أكثر من ثلاثين دولة، وسنشرح فيما يلي كيفية عمل الطاقة النووية:
- في البداية، يتم استخدام عنصر اليورانيوم لإنتاج طاقة حرارية يتم بواسطتها تسخين الماء.
- يتم استخدام الطاقة الحرارية التي ينتجها اليورانيوم عن طريق تسخين ما بداخل محطات الطاقة النووية عن طريق تسخين خزانات المياه التي تحتوي على كميات كبيرة من المياه.
- يتم تحويل المياه داخل خزانات المياه إلى بخار بواسطة الطاقة الحرارية.
- يستخدم ضغط بخار الماء داخل خزانات المياه للبخار كنتيجة للطاقة الحرارية.
- أخيرًا، يتم إنتاج بخار بارد لا يتم استخدامه، ولكن يمكن استخدامه بواسطة المكثف لتحويله إلى ماء، والذي يتم إرساله مرة أخرى إلى مولد البخار.
مجالات استخدام الطاقة النووية
تستخدم الطاقة النووية في كثير من مجالات الحياة، ولعل أبرزها ما يلي:
- تشغيل سفن الفضاء في بيئات قاسية يصعب الوصول إليها، مثل السفن التي تقوم برحلات لاستكشاف الكواكب.
- توفير نسب كبيرة من الكهرباء المستخدمة في ذلك العالم.
- العلاج الإشعاعي الذي يقتل الخلايا السرطانية، والتصوير النووي الطبي الذي يختص بكشف الأورام والأمراض السرطانية.
- التحقيق في الجرائم من خلال تتبع آثار المواد الكيميائية في الأدوات.
- تستخدم الطاقة النووية لمكافحة الحشرات التي تدمر المحاصيل الزراعية مما يدل على أنها بديل للمبيدات الحشرية الكيميائية.
فوائد ومخاطر الطاقة النووية
الطاقة النووية سلاح ذو حدين، لما لها من مخاطر وفوائد في نفس الوقت، والتي سنشرحها بالتفصيل أدناه:
فوائد الطاقة النووية
للطاقة النووية العديد من الفوائد التي يتم استخدامها في العديد من المجالات المختلفة، من بينها ما يلي:
- المساهمة في إنتاج كميات هائلة من الطاقة، حيث تتجاوز طاقتها الإنتاجية العادية بعدة مرات.
- استخدمه مرة أخرى.
- المساهمة في ازدهار الاقتصاد في الدولة.
- المساعدة في تقليل انبعاثات الكربون في الغلاف الجوي.
مخاطر الطاقة النووية
على الرغم من الفوائد العديدة للطاقة النووية، إلا أن لها مخاطر عديدة، من بينها ما يلي:
- عندما يصاب الإنسان به لا يمكن علاجه.
- يتم استخدامه كسلاح تدمير في الحروب.
- من أسباب الإصابة بالسرطان لاحتوائه على مادة السترونشيوم والسيزيوم في تركيبته.
- عند الإصابة، تكون العواقب الوراثية لها طويلة الأمد، كما حدث في حادثة هيروشيما.
الطاقة النووية وتغير المناخ
تعتبر محطات الطاقة النووية مصادر إنتاج منخفضة ثاني أكسيد الكربون أثناء تشغيلها، لذلك استخدم بعض الخبراء الطاقة النووية بدلاً من محطات الوقود الأحفوري، مما يقلل بشكل واضح من إنتاج غاز الكربون في الغلاف الجوي، مما يساعد في الحفاظ على معدلات ارتفاع درجة الحرارة دون 1.5 درجة مئوية عالمياً، مما يسهل عملية تغير المناخ.
فعند استخدام محطات الطاقة النووية بدلاً من محطات الوقود الأحفوري، سيتم نقل انبعاثات الكربون بما يعادل إزالة ثلث إجمالي عدد السيارات في العالم.