هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص

هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص، من الجدير بالذكر أن السنة الهجرية أو ما يطلق عليها بالسنة القمرية تتكون من اثنا عشرة شهرًا، حيث أن الشهر عدد أيامه إما تسعة وعشرين يومًا ويسمى شهر ناقص أو ثلاثين يومًا ويسمى شهر كامل، حيث يعتمد تحديد عدد الأيام من شهر هجري إلى آخر على رؤية الهلال، وبما أن شهر ذو القعدة أوشك على الانتهاء ليحل بعده شهر ذي الحجة، بدأ أبناء الأمة الإسلامية بالبحث عبر محرك بحث جوجل وغيره من المحركات البحث عبر الشبكة العنكبوتية حول هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص، فمن خلال السطور القليلة القادمة سوف نتحدث بشكل مفصل عن شهر ذو القعدة، بالإضافة إلى كافة المعلومات حول هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص.

هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص

قال الله سبحانه في محكم التنزيل: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚفَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)، إذ أن الأشهر الحرم تتمثل في أربعة أشهر هي: ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب، حيث أن شهر ذي القعدة 1446 هـ هو شهر كامل، حيث يوافق يوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر يونيو من العام 2025 م يوم الثلاثين من ذي القعدة 1446، كما تم رؤية هلال شهر ذي الحجة الشهر الأخير من أشهر السنة الهجرية، والذي بدأ أول أيامه يوم الخميس الموافق ليوم الثلاثين من يونيو 2025 م، ففي هذا الشهر تؤدى فريضة الحج، ولهذا السبب سمي بشهر ذي الحجة، كما يتم فيه ذبح الاضاحي وصلاة عيد الاضحى، حيث أن كل شهر هجري يحمل في طياته الكثير من المناسبات الدينية المختلفة.

شاهد أيضا: إجازة عيد الأضحى

فضل شهر ذو القعدة

ما من شك أن شهر ذي القعدة له الكثير من الفضائل التي ذكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث أن فضائله جعلت الأمة الإسلامية تحرص على استغلاله في الطاعات والعبادات والأعمال الصالحة، نشارك معكم في النقاط التالية فضل شهر ذي القعدة، وهو على النحو التالي:

• يعتبر شهر ذي القعدة من الأشهر الحرم المباركة أي الشهر الذي يحرم فيه القتال، قال تعالى في كتابه العزيز: ( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
• يضاعف الأجر والثواب في شهر ذي القعدة، لذلك يحرص المسلمون على الاكثار من الأعمال الصالحة كالاستثمار وذكر الله والتسبيح والصدقة وقيام الليل على سبيل المثال.
• وفي نفس الوقت، تضاعف في شهر ذي القعدة السيئات، ومن أخطرها ظلم الآخرين، لذلك يتجنب المسلم الأفعال التي تغضب رب العالمين.
• العرب تقعد في شهر ذي القعدة عن القتال؛ لحرمته وعظمته، ومن هنا جاءت تسميته بشهر ذي القعدة.
• إن أداء العمرة في شهر ذي القعدة سنة عن الرسول محمد- صلى الله عليه وسلم- حيث أن عمراته كانت في هذا الشهر، فقَالَ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: ( اعْتَمَرَ رَسُولُ اللهِ عليه السلام أَرْبَعَ عُمَرٍ، كُلَّهُنَّ فِي ذِي القَعْدَةِ، إِلَّا الَّتِي كَانَتْ مَعَ حَجَّتِهِ: عُمْرَةً مِنَ الحُدَيْبِيَةِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ العَامِ المُقْبِلِ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مِنَ الجِعرَانَةِ، حَيْثُ قَسَمَ غَنَائِمَ حُنَيْنٍ فِي ذِي القَعْدَةِ، وَعُمْرَةً مَعَ حَجَّتِه).

كلام جميل عن عشر ذي الحجة

خطبة عن فضل شهر ذي القعدة

من المتعارف عليه أن الخطبة تتكون من ثلاثة أجزاء، وهم: المقدمة والجسم والخاتمة، نقدم لكم في الأسفل خطبة عن فضل شهر ذي القعدة، وهي على النحو الآتي:

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخليله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:
عباد الله، نحن في بداية الشهر الثاني من أشهر الحج، وأحد الأشهر الحُرُمِ الأربعة، وهو شهر ذي القعدة، وسمي بهذا الاسم؛ لأن العرب كانت تقعد فيه عن الغزو للترحال وطلب الكلأ؛ حتى يتمكنوا من تجهيز أنفسهم، وتذليل قعداتهم، وترويضها للركوب إلى الحج، وهو ثاني أشهر الحج التي قال الله عز وجل فيها: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ ﴾ [البقرة: 197]، وورد فيه فضيلتان لا يُزاد عليهما؛ الفضيلة الأولى: أنه من الأشهر التي يدخل الحاج فيها للنسك سواء كان متمتعًا، أو مفرِدًا، أو قارنًا، وغالب من يُحرمون في ذي القعدة يحرمون متمتعين؛ ولذا لما حج صلى الله عليه وسلم في أواخر ذي القعدة كان قارنًا، ثم أمر أصحابه أن يحلوا إحرامهم إلى التمتع رفقًا بهم ورحمةً؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ، ما سقت الهديَ، ولحللْتُ مع الناس حين حلُّوا))؛ [رواه البخاري]، الفضيلة الثانية: الاعتمار فيه؛ لأن جميع عُمَرِ النبي صلى الله عليه وسلم كانت في ذي القعدة، حتى عمرته التي قرنها بحجته أحرم بها في ذي القعدة، وكانت عُمَرُهُ صلى الله عليه وسلم أربعًا: عمرة الحديبية ولم يتمها، بل تحلل منها ورجع، وعمرة القضاء من قابل، وعمرة الجِعرانة عام الفتح في السنة الثامنة لما قسم غنائم حنين، وعمرته في حجة الوداع، كما دلت عليه النصوص الصحيحة، وعلى هذا القول جماهير أهل العلم، بل فضل طائفة من السلف عمرة ذي القعدة على عمرة رمضان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة؛ ولذا كان كثير من السلف يحرص على أداء العمرة في ذي القعدة؛ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال، حيث تعرفنا من خلاله على هل شهر ذو القعدة كامل ام ناقص، كما قدمنا لكم ما هو فضل شهر ذو القعدة.

مقالات قد تهمك