تعد العقود مقابل الفروقات CFDs من أكثر أنواع المشتقات المالية استخداما بين المستثمرين في الأسواق المالية. و خاصة بالنسبة لصغار المتداولين لأنها تتييح لهم التداول في العديد من الأسواق والأدوات المالية المختلفة، من أسهم الشركات، و مؤشرات أسواق والسلع، مرورا بالمعدن الثمينة مثل الذهب والفوركس و صولا إلى العملات الرقمية المشفرة. من أهم مميزات الرئيسية لمشتقات العقود مقابل الفروقات أمرين، أولا إمكانية استعمال الرافعة المالية ما يتيح الفرصة لتحقيق عوائد وأيضا خسائر تفوق رأس المال الأولي بشكل كبير. الأمر الثاني هو التداول و تحقيق الربح سواء في السوق الصاعد أو السوق الهابط.
هاتين الميزتين هي التي ساهمت في شهرة العقود مقابل الفروقات، و هي نفسها التي تجعلها من أدوات مالية عالية الخطورة. تحمل العقود مقابل الفروقات مخاطر بنفس الطريقة التي يحمل بها أي منتج مالي مخاطر – إذا تحرك السوق ضدك ، فإنك تخسر المال. ومع ذلك ، يمكن أن تكون المخاطر المرتبطة تداول CFD أكبر لأنها منتجات ذات رافعة مالية و احتمالات الخسارة في الاتجاهين الصاعد و الهابط. فيما يلي سوف نتطرق إلى أهم المخاطر عند تداول العقود مقابل الفروقات.
الرافعة المالية سلاح ذو حذين

الرافعة المالية هي بمثابة “قرض من رأس المال” تقدمه شركة الوساطة مقابل شروط و قواعد معينة ليتداول بأحجام عقود أكبر من رأس المال الذي قام بإيداعه. حيث تحجز الشركة مقابل كل صفقة هامش معين من رأس المال، و لذلك يسمى التداول بالهامش. يتم تمثيل الرافعة و الهامش في نسب مئوية.
مثلا :
- إذا كانت الرافعة 1:20 أي مضاعفة حجم العقد 20 مرة، فإن الهامش المحجوز يساوي 5% من حجم العقد.
- إذا كانت الرافعة 1:100 أي مضاعفة حجم العقد 100 مرة، فإن الهامش المحجوز يساوي 1% من حجم العقد.
- كلما كانت الرافعة أكبر كان حجم رأس المال المطلوب أقل.
لنفترض أن المتداول لديه رأس مال تداول قدره 10000 دولار ، و يرد التداول في سوف الفوكس على زوج اليورو دولار امريكي EUR/USD.
إذا يتداول برافعة مالية 1: 100. بمعنى أنّه يمكنه زيادة رأس ماله 100 مرة ، و التداول باستعمال حجم عقد يبلغ 1000000 دولار(10000 × 100) للتداول بها، ويمكن حجز هامش يساوي 1% من حجم الصفقة أي 1000 دولار، و قيمة النقطة هنا تساوي 10 دولار.
عند شراء اليورو مقابل الدولار الأميركي، إذا ارتفع السعر 200 نقطة فإنه يربح 200*10= 2000 دولار من هذه الصفقة أو 20%. من جهة أخرى إذا أخطأ التقدير و انخفض السعر 200 نقطة فأن حجم الخسائر ستكون نفسها.
الآن، لنحسب أرباح/الخسائر في حال التداول بدون رافعة مالية. حجم العقد الدي يمكنه فتح يساوي حجم الأموال في الحساب أي 10 دولار. قيمة النقطة هنا هي 1 دولار. أي:
إذا ارتفع/انخفض السعر 200 نقطة، فإن الخسائر الأرباح = 200* 1 دولار= 200 دولار
أو : 2% من حجم رأس المال المستثمر.
استعمال الرافعة المالية جعل قيمة الخسائر/الأرباح تتضاعف 10 مرات في مثالنا السابق. هناك علاقة طردية بين حجم المخاطر و العوائد وقيمة الرافعة المالية. هذه الفرص الكبيرة التي تخلقها الرافعة المالية، قد تدفع الكثير من المتداولين إلى الطمع و فتح مراكز الكبيرة قد تؤدي إلى خسائر كبيرة لا يستطيع الحساب تحمّلها . و الكثير من المتداولين المبتدئين يخسرون أموالهم عند تداول العقود مقابل الفروقات لهذا السبب بالذات. للنجاح عند التداول بالرافعة المالية يجب تطبيق استراتيجية إدارة مخاطر صارمة جدا الأهم من ذلك الالتزام بها.
تكاليف فائدة التبييت و الاحتفاظ بالصفقات

في نهاية كل يوم (5 مساءً بتوقيت نيويورك) ، قد تخضع مراكز العقود مقابل الفروقات الموجودة في حسابك “فائدة التبييت”. يمكن أن تكون هذه الفائدة إيجابية أي عوائد أو سلبية فتصبح رسوم و تكاليف، اعتمادًا على اتجاه نوع الصفقة بيع أو شراء، و الأصل المالي و شروط التداول التي تطبّقها شركة الوساطة التي تعمل معها .
في حالة الاحتفاظ بهذه المراكز و الصفقات مفتوحة لفترة طويلة و كانت فائدة التبييت سلبية، يمكن أن تتراكم هه التكاليف و تتجاوز قيمة أي أرباح يمكن أن تحققها الصفقة. لذلك من المهم جدا التأكد من سعر فائدة التبييت التي تعرض دائما على منصة التداول قبل التخطيط لفتح الصفقات.
مخاطر الانزلاق السعري

يحدث الانزلاق السعري بشكل أساسي عندما يختلف سعر تنفيذ أوامر التداول في السوق عن السعر الذي الذي حددته. بهذا الانزلاق يمكن أن يكون هذا في صالحك (“انزلاق إيجابي”) أو ضدك (المعروف باسم “الانزلاق السعري السلبي”). يمكن أن يحدث في ظروف السوق شديدة التقلب و سريعة الحركة أو في حالة تقلّص حجم السيولة في الأسواق. خلال هذه الظروف من المكن جدا أن لا يتم تنفيذ أوامر التداول عند المستويات السعرية التي تريدها.و من أهم تداعيات هذا الأمر أن تنفيذ أوامر وقف و جني الأرباح الخسائر غير مضمونة بشكل كامل. و يمكن أن تتعرض لخسائر أكبر بكثير مما كنت تخطط له.