اختار من صور التواضع أن، التواضع لغة يعني التذلل، أما اصطلاحاً فهو أن يكون الشخص لين في التعامل مع الآخرين، مبتعداً عن الاغترار بنفسه، غير متكبر على الآخرين سواء كان بعلمه أو بنفوذه أو بقوته، فقد رفع الله المتواضعين وجعل لهم مكانة عظيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبد بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»، وقد بغض الله المتكبرين، وأعد له عذاب عظيم.
اختار من صور التواضع أن

التواضع صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حث المسلمين على اتباع سبيل التواضع في كافة المعاملات مع الآخرين، وقد تعددت صور التواضع، فكان منها أن يخدم الانسان نفسه، دون الحاجة الى التأمر على الآخرين لتلبية حاجاته الشخصية، فقد كان رسولنا الحبيب يخدم نفسه بنفسه، ليكون قدوة للمسلمين في صفاته وأفعاله، قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «ما كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يَعْمَلُ في بَيتِه؟ قالتْ: كان بَشَرًا مِنَ البَشَرِ؛ يَفْلِي ثَوْبَهُ ويَحْلُبُ شَاتَهُ»
التواضع في القرآن الكريم

لم يذكر الله تعالى في القرآن الكريم لفظة واضحة لكلمة التواضع، بل ذكر ما يدل عليها وعلى صفات المتواضع، فقد تعددت مواضع التواضع في القرآن الكريم كما يلي:
- قال الله تعالى: “وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولً”، فالآية الكريمة تحث المسلمين على التواضع وعدم الخيلاء وشدة الفرح، وعدم التكبر في المشي.
- قال الله تعالى: “وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ”، دعوة الى عدم التكبر وعدم الخيلاء في المشي.
- قال الله تعالى: “وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا”، الله تعالى يحب عباده المتواضعين، الذين يمشون في الأرض متصفين بالحلم والتواضع.
التواضع صفة الأنبياء والرسل، فخير من اتصف بالتواضع نبينا الحبيب، وقد حث الله تعالى والنبي الكريم على التواضع ونهى عن التكبر، فبالتواضع تسود المحبة بين الناس، وترتقى المجتمعات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ اللهَ أوْحَى إِلَيَّ أنْ تَوَاضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أحدٌ على أَحَدٍ، ولا يَبْغِي أحدٌ على أَحَدٍ».