الفرق بين الجعالة والإجارة، جاء الدين الإسلامي بمصادره التشريعية القرآن الكريم والسنة النبوية، موضحا ومبينا لجميع الأحكام الشرعية وشملت مصادر التشريع على أصول العقيدة الإسلامية بكل ما فيها من أحكام وقواعد وتشريعات وضعها الله سبحانه وتعالى وفرضها على عباده للقيام بها اتباعها والالتزام بكل هذه الأحكام الشرعية والابتعاد عن المعاصي والآثام وذلك لنيل الأجر والثواب والتوفيق في الدنيا والفوز بجنات النعيم في الآخرة، وقد وضع الله سبحانه وتعالى كافة الأحكام التي تتناسب مع الواقع الذي يعيشه الإنسان، حيث أن أصول العقيدة وضحت كل ما يتعلق بمجالات الحياة المختلفة حتى لا يقع الإنسان بالخطأ، ومن هذه الأحكام الشرعية هي الإجارة والجعالة، وفي هذا المقال سوف نقوم بتوضيح الفرق بين الجعالة والإجارة.
الفرق بين الجعالة وعقد الإجارة
تعريف عقد الإجارة أنه هو تمليك منفعة معلومة بعوض معلوم ومعين، أما الجعالة فهي جعل عوض معلوم مقابل عمل في زمن معلوم أو مجهول مما فيه منفعة للجاعل، على أن العامل إن أكمل العمل كان له الجعل، وأما إن لم يتمه فلا يوجد شيء له، مما لا منفعة فيه للجاعل إلا بعد تمامه، وهي نفس الجعالة ولكن الفرق قد يكون أن الجعالة تكون على شئ مجهول وغير معروف أو على عامل مجهول وذلك بعكس الاجارة التي يكون فيها الشئ معلوم، وقد اختلف علماء الفقه والحيث في الفرق بين الجعالة وبين عقد الإجارة ومنهم من قال أن الجعالة التي تكون على عمل مجهول قد تكون صحيحة ويصعب تعيينه وذلك مثل: رد مال ضائع ومجهول الى أصحابه، أما عقد الإجارة فيجب أن يكون على شئ معلوم حتى تثبت صحته، وهناك العديد من كتب الفقه التي بينت الفرق بين الجعالة وعقد الاجارة ومنها أن العامل الغير معين أو المجهول لا يشترط عليه التلفظ بقبول العقد في الجعالة، وثبتت صحة الجعالة مع العامل المجهول حيث أن العامل المجهول لا يستحق الجعل الا بعد تمام العمل المحدد.
الأدلة على مشروعية الجعالة في الإسلام
- عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم حنين: “من قتل قتيلاً له عليه بيّنة فله سلبه”.
- عن أبي سعيد الخدريّ قال أن: “أناساً من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أتوا حيّاً من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيّد أولئك القوم فقالوا: هل فيكم من راق؟ فقالوا: لم تقرونا، فلا نفعل إلاّ أن تجعلوا لنا جعلاً، فجعلوا لهم قطيع شاء، فجعل رجل يقرأ بأمّ القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرئ الرّجل فأتوهم بالشّاء، فقالوا: لا نأخذها حتّى نسأل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسألوا الرّسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فضحك وقال: ما أدراك أنّها رقية؟ خذوها واضربوا لي معكم بسهم”.
وبهذا نكون قد عرفنا الفرق بين الجعالة وبين عقد الإجارة وهما من الأمور التي تحدث في حياتنا اليومية بشكل كبير ولذلك من المهم جدا معرفة ما الفرق بين كل منهما وذلك منعا للوقوع في الخطأ، وبذلك نكون قد قمنا بتوضيح الفرق بين الجعالة والإجارة.