قصة وطنية قصيرة عن المملكة العربية السعودية، ينبغي على مواطني الوطن أن يحرصوا كل الحرص على حب وطنهم وشعورهم بالإنتماء له وحبهم له، وحرص المواطنين على بذل كل الجهود من أجل سلامة وتطور الوطن، فالوطن هو ملك عام لجميع المواطنين ومن الضروري أن يسعى جميع من في الوطن لرفعة وطنهم وحرصهم عليه، وعلى الجميع أن يحرص على الدفاع عن الوطن بكل ما فيه من قوة فالوطن هو المنشئ الأول والمرجع الأخير لجميع أفراده، وفي مقالنا هذا سوف نتناول قصة وطنية قصيرة عن المملكة العربية السعودية وذلك من خلال السطور التالية.
قصة وطنية قصيرة عن المملكة العربية السعودية

كان هناك معلم يُعرف بالمعلم أحمد، ذات مرة سأل تلاميذه قائلاً: أيُّهما أغلى: الذهبُ أم التراب؟ فردد التلاميذ: الذهبُ أغلى من التراب، أما طالب آخر فقال: الترابُ أغلى من الذهب، ضحكَ التلاميذُ جميعاً على رد هذا الطالب، فقال المعلم أحمد رداً على الطالب: أصبْتَ الحقيقةَ، عنئذٍ سألَ التلاميذُ مندهشين: وكيف ذلك؟! فرد المعلم: اسمعوا هذه القصة، وستعرفون الحقيقة، أنصت التلاميذ إلى القصة، فقال المعلم لهم: يُحكى أنَّ رجلاً كبيراً اشتدَّ به المرضُ، فدعا ولديه، وقال لهما: ياولدَّيَّ، لقد تركتُ لكما أرضاً، وهذا الكيسَ من الذهبِ، فَلْيخترْ كلٌّ منكما ما يشاء، فقالَ الولدُ الأصغر: أنا آخذُ الذهب، فقال الولدُ الأكبر: وأنا آخذُ الأرض، وبعدها مات الأب بعد أيام، وأخذ كلُّ واحدٍ نصيبه، من ثروة أبيه، وبدأ الولدُ الأكبر، يعملُ في الأرض، يبذرُ في ترابها القمح، فتعطيه كلُّ حبّةٍ سنبلةً، في كلِّ سنبلةٍ مئةُ حبة، وبعدما يحصدُ القمحَ، يزرعُ موسماً آخر، وثروته تزدادُ يوماً بعد يوم، لكن الولدُ الأصغر، فقد أخذَ ينفقُ من الذهب، شيئاً بعد شيء، والذهبُ ينقصُ يوماً بعد يوم، وذاتَ مرّةٍ، فتحَ الكيسَ، فوجدهُ فارغاً، ثم ذهب إلى أخيه، وقال له وهو حزين: لقد نفدَ الذهبُ الذي أخذتهُ، أمَّا ما أخذتُهً أنا فلا ينفدُ أبداً، هل أخذْتَ غيرَ أرضٍ مملوءةٍ بالتراب ؟ بعدها أخرجَ الأخُ الأكبرُ، كيساً من الذهب، وقال: ترابُ الأرضِ، أعطاني هذا الذهب، فقال الأخُ الأصغر ساخراً: وهل يعطي الترابُ ذهباً ؟ غضبَ أخوه، وقال: الخبزُ الذي تأكُلهُ، من تراب الأرض، والثوبُ الذي تلبسُهُ، من تراب الأرض، خجل الأخُ الأصغر، وتابعَ الأكبرُ كلامه، والثمارُ الحلوةُ، من ترابِ الأرض والأزهارُ العاطرةُ، من تراب الأرض، ودماءُ عروقك، من ترابِ الأرض، فقال الأخ الأصغر: ما أكثرَ جهلي، يا أخي! كيف لا أحزنُ، وقد أضعْتُ كل شيء ؟ فالذهبُ ينفذ، والأرض باقية، الأرضُ لك، وأنتَ أوْلى بها، دَعْكَ من هذا الكلام، وهيّا معي إلى الأرض، ذهبَ الأخوانِ إلى الأرض، فوجدا القطنَ الأبيضَ، يميلُ فوقها ويلمع، امتلأ الأخوان فرحاً، وهتفَ الأخُ الأصغرُ: يا أرضَنا الكريمةْ”.