قصة غانم المفتاح بالتفصيل، من القصص الملهمة التي يجب علينا جميعاً أن نتعلم منها، فقصة غانم المفتاح تتحدث عن طفل تحدى الإعاقة وواجه الكثير من الصعوبات ورغم ذلك أثبت أن المرض لن يتمكن من الوقوف في طريقه وفي طريق تحقيق حلمه، حيث أصبح اليوم غانم المفتاح من الشخصيات الملهمة في كافة دول الخليج، وقد إنتشرت قصته بكثرة وتفاعل معها الشارع القطري عبر السوشيال ميديا، فما هي التفاصيل الكاملة لقصة غانم المفتاح بالتفصيل.
من هو غانم المفتاح

غانم المفتاح إسم تكرر كثيراً في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي في الفترة الأخيرة، وغانم المفتاح هو طفل قطري ولد في الدوحة بتاريخ 5 مايو 2002، وقد ولد غانم المفتاح بعيب خلقي فهو مصاب بضمور في العمود الفقري وهو مرض من الأمراض التي لا تسيب سوى نسبة ضيلة جداً من الناس حول العالم، ويسمى في الطب متلازمة التراجع الذيلي، حيث يعاني أصحاب متلازمة التراجع الذيلي من غياب العجز والعصعص من العمود الفقري، تشوهات للفقرات القطنية، وضعف في نمو الجسم، ويرجع السبب الرئيسي لولادة غانم بهذا الشكل هو إصابة والدته بمرض السكري، حيث أن مصابي السكري قد ينجبون أطفال بعيوب خلقية، وكانت والدة غانم حامل بتوأم وقد نصحها الأطباء بالإجهاض حيث أن أحدهم بلا حوض وقد يولدون بتشوهات خلقية، ولكنها رفضت، وقد أنجبته أمه هو وشقيقه أحمد، وكان أحمد معافاً تماماً، وبدأت رحلة الأم والأب في البحث عن علاج لمرض ابنهم غانم، والذي أثبت لهم الأطباء بأنه لا وجود لعلاج لهذا المرض وعليه أن يتعايش معه.
غانم المفتاح على السوشيال ميديا

جذب غانم المفتاح إنتباه رواد مواقع التواصل الإجتماعي عبر السوشيال ميديا في قطر ودول الخليج والوطن العربي بتعايشه مع مرضه وكيف أنه إستطاع مواجهة التحديات والصعوبات، فبعد أن كان يحصل من الناس على نظرات العطف والشفقة، أصبح الناس ينظرون له بإنبهار وإعجاب، وقد أطلق عليه رواد مواقع التواصل الإجتماعي إسم الطفل المعجزة، كما وقد تم تسميته بسفير النوايا الحسنة من قبل مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا، بالإضافة إلى كونه السفير الدعائي لمركز قطر للمال، ويبلغ اليوم غانم المفتاح من العمر تسعة عشر عاماً وقد أكمل مسيرته التعليمية وإلتحق بالجامعة لتخصص العلوم السياسية ليصبح سفيراً في المستقبل رغم الإعاقة، ورغم أن مرضه الذي يسبب له ضمور في العمود الفقري يمنعه من ممارسة الكثير من أنواع التمارين الرياضية، إلا أن غانم المفتاح يستطيع القيام بالغوص والتزلج على الألواح وتسلق الصخور، كما يعد غانم المفتاح من الشخصيات القطرية المؤثرة.
غانم المفتاح وقصة تحدي المرض

يعد غانم المفتاح طفل فتى يعيش بربع جسد، حيث أنه يعاني من ضمور في العمود الفقري مما يسبب تأخر وضعف في نمو الجسم، ولكن غانم المفتاح لم يستسلم ولم يجعل المرض يسيطر عليه وإنما قرر أن يعيش حياته، ويتجاهل وجود مرضه، فتحدى الإعاقة وأصبح يتمرن على أنواع الرياضة التي يمكن أن تتناسب مع أصحاب متلازمة الإنحدار الذيلي، ومن أهمها الغوص والسباحة، فتعلم غانم المفتاح الغوص والسباحة منذ الصغر وشارك بالعديد من مسابقات السباحة في الدوحة وعلى مستوى قطر وعلى مستوى الوطن العربي، وحصد مجموعة من الجوائز حيث كان غانم المفتاح يغوص قرابة العشرة أمتار ولفترة زمنية طويلة، ولكنه لم يستطع الإنضمام للمنتخب الوطني بسبب إعاقته، كذلك أراد غانم المفتاح أن يكمل تعليمه ورغم أن المدارس رفضت إلتحق غانم المفتاح بها نظراً لإعاقته الجسدية فإن والدة غانم أن تفتح مدرسة له ولأقرانه، وبعد إنهاء تعليمه في المدرسة إلتحق بالجامعة وهو يدرس الآن في الدوحة تخصص العلوم السياسية،غانم مهووس بالرياضات الذهنية والبدنية فقد عوضه الله عن سلامة الجسد بسلامة العقل والتفكير الراجح، وقد أثر غانم في أسرته بعد أن زرع الأمل في نفوسهم بعد أن كانوا قد إستسلموا لشفائهم، حيث قامت أسرته بإنشاء مؤسسة سميت بمؤسسة غانم المفتاح للكراسي المتحركة، وقاموا بتوزيع العديد من الكراسي المتحركة لذوي الإحتياجات الخاصة ووزعوا المناشير، وتم اختيار غانم كسفيراً للنوايا الحسنة، ويعد غانم المفتاح ثالث أصغر طفل يحصل على اللقب.
سناب غانم المفتاح

إن غانم المفتاح في البداية لم يعرف أحد عن قصة مرضه وكيف تحدى المرض، وما جعل الجميع يعرف بقصته هو سناب غانم المفتاح حيث أن غانم المفتاح يعد اليوم من الشخصيات المؤثرة عبر سناب ومواقع التواصل الإجتماعي والتي يملك عبرها آلاف المتابعين، وقد غرد غانم المفتاح في تويتر وقال: “بفضل من الله إعاقتي لم تمنعني من التعلم، إعاقتي لم تمنعني من التعايش مع الواقع، واعاقتي لن تمنعني من حقي في التوظيف إعاقتي قدري وأحمد الله على قدري”، كما يحرص غانم مفتاح أن يكون مؤثر حقيقي من خلال حسابه على سناب شات وعلى تويتر، وذلك لأن هناك الآلاف من الناس الذين يتابعون غانم مفتاح ويرون ما يقوم بنشره، ومنهم الكثير ممن يعاني من إنعدام الثقة بالذات والإحباط نتيجة مرض أصيب به في عقله أو جسده وخاصة الأمراض الوراثية التي يولد الإنسان بها وتجعله منبوذ من المجتمع، فمرض غانم المفتاح كان من الأمراض النادرة جداً والتي نسبة حدوثها لا تتجاوز 1%، مما يجعله ضئيل الحجم ولديه عدم إكتمال في المناطق السفلية من جسده منها الحوض والأطراف والجهاز البولي وغيرها.
ما هو سبب مرض غانم المفتاح

إن الإصابة بمتلازمة التراجع الذيلي، أو ما يسمى بمتلازمة الإنحدار الذيلي أو عدم التخلق العجزي، تأتي نتيجة عوامل وراثية بسبب حالة من التفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية المتعددة، ومن أسباب حدوث هذا المرض للطفل المولود هو إصابة الأم بمرض السكري، حيث ينصح الأطباء المصابين بمرضى السكري في التأني في الحمل حتى الإنتهاء من فترة العلاج، ولكن أم غانم مفتاح كانت حامل بتوأم وأرادت الإحتفاظ بالطفلين مهما كلفها الأمر رغم إصابتها بمرض السكري، فأنجبت غانم وأخاه، حيث كان أخاه سليم الجسد والعقل، بينما جاء غانم مصاب بمتلازمة الإنحدار الذيلي حيث يلاحظ الأطباء في مصابي هذا المرض أن فقرات العمود الفقري تكون غير مكتملة بالإضافة إلى إنحناء غير طبيعي في العمود الفقري وهو ما يسمى بضمور العمود الفقري وتأخر النمو الجسدي، وهو من الأمراض النادرة والتي يتميز فيها المريض بنمو غير طبيعي للجنين لبعض الأجزاء بالأخص الجزء السفلي من العمود الفقري.