حكم مكبرات الصوت في المساجد، لقد شُرع إعلام الناس بدخول وقت الصلاة وهو الأذان في المساجد، كذلك في الإقامة التي شُرعت من أجل تنبيه المنتظرين للصلاة حتى يتم الشروع فيها، بينما إذا رأى وليُّ الأمر، المسؤول في وزارة الأوقاف، أن ذلك فيه ضررٍ وإزعاجٍ للناس عند تشغيل مكبرات الصوت في المسجد من أجل إذاعة دروس وغير ذلك، فإن له أن يمنع ذلك، إذاً سوف نتعرف من خلال السطور القادمة عل حكم مكبرات الصوت في المساجد.
حكم مكبّرات الصوت في الأذان

انه من المستحب رفع الصوت عند الأذان؛ حيث جاء ذلك بدليل عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ المؤذِّنَ يُغفرُ لَه مدى صَوتِه ويُصَدِّقُه كلَ رطبٍ ويابسٍ سَمِعَهُ والشاهِدُ عليه خمسةُ وعشرين درجةً)، وكما جاء في صحيح البخاري عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ أوْ بَادِيَتِكَ فأذَّنْتَ لِلصَّلَاةِ، فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ جِنٌّ ولَا إنْسٌ، ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ، قالَ أبو سَعِيدٍ: سَمِعْتُهُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)،
كما أنّ الأذان فيه إظهارٌ وبيان لشعار الإسلام، ودعوةٌ إلى تطبيق ركن من اركان الاسلام ألا وهو الصلاة، كذلك فإن أي وسيلةٍ تُحقّق ذلك المقصد لا حرج فيها، وتُشرَع دون إثمٍ أو بأسٍ، ومن ضمن تلك الوسائل استخدام مكبّرات الصوت، بهذا لا يعتبر استخدام مكبّرات الصوت في الآذان بدعة، بل هو أمرٌ مطلوبٌ.
لذلك أنّ كل وسيلة أو طريقة يتم تعيينها تؤدي إلى أداء العبادة، يُعتبر الأصل فيها الإباحة والجواز؛ إذ لا يُراد منها التعبّد.
حكم مكبّرات الصوت في الإقامة

إن حكم استخدام مكبرات الصوت لإقامة الصلاة هو مباح، وممكن أن يعتبر من الأمور المطلوبة شرعاً، خاصةً إذا كان الإسماع لا يتحققّ بدونها،فإن الهدف من ذلك هو تذكير المسلمين بدخول وقت إقامة الصلاة، ولكن من السنة أن يكون صوت الإقامة أخفض من صوت رفع الأذان؛ وذلك لأن الأذان يكون لإعلام الغائبين، أمّا الإقامة فتكون للحاضرين في المسجد.
حكم استخدام مكبّرات الصوت في الصلاة

لا حرج في استخدام مكبّرات الصوت داخل المسجد، إذا لم تعود بضرر أو أذى لأحد، ولم تشوّش على الآخرين، وكما قال رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-: (( أيُّها الناسُ إنَّ المُصلِّيَ إذا صلَّى فإنه يناجي ربَّه تباركَ وتعالى فلْيعلمْ بما يُناجيه ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ ))، اضافة لذلك لو كان استخدامها لمصلحةٍ ما؛ مثل جعل المُصلّين أكثر نشاطاً أو أمور ضرورية أخرى؛ مثل… أن يكون صوت الإمام منخفضاً بطبيعته.
ولكن في حال كانت مكبّرات الصوت تؤدي إلى التشويش وإلحاق الضرر بالسكان المجاورة للمسجد، فلا يجوز استخدامها؛ لما ينتج عنه من إيذاء الناس، كما أنّه قد يؤدي إلى إخلالهم في صلاتهم.
حكم استخدام مكبّرات الصوت في خُطبة الجمعة

من المستحب للخطيب أن يرفع صوته في خُطبة الجمعة؛ كما جاء في صحيح الإمام مسلم عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ _ عليه الصلاة والسلام _إذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ، وَعَلَا صَوْتُهُ)، وبذلك يجب على الخطيب أن يُسمع المصليين ما يصدر منه، ويجذبهم إليه، كذلك فإن رفع الصوت المطلوب لا يصحّ أن يسبّب الإيذاء، ولكن يجب أن يكون بدرجةٍ مُتوسّطةٍ دون مبالغةٍ، مع مراعاة المناسب.
إن استخدام مكبّرات الصوت في المساجد له ما يبرّره؛ وذلك لأن إسماع المصلين ضروري من أجل أداء العبادة؛ فإن المصلي يحتاج إلى ما ينبهه حتى يقيم الصلاة ويستوي فيها، كما أنه يحتاج إلى متابعة الإمام عند أداء أركان الصلاة، كذلك فتكون الحاجة ظاهرة في ضرورة تبليغ المسلمين بصوت الأذان وإعلامهم بدخول وقت الصلاة، إضافة إلى حاجة المتواجدين في المسجد حتى يتكنوا من سماع ما يُقّدم من خطبٍ ومواعظ ودروس.