أول سعودي يصعد منصة رالي داكار، تعتبر رياضة المحركات من أشهر وأقسى أنواع الرياضة في العالم، وبالرغم من قساوتها إلا أنها رياضة مفضلة عند الكثيرين، وتتجلى فيها روح التنافسية والتحدي، وتزرع الإصرار في نفس المتسابق، وعد هذه المنافسة منافسة عالمية، ويشترك فيها المتسابقون من كافة أناء العالم، لذلك فقد حرصت المملكة العربية السعودية على إقامة هذا النوع من السباق على أراضيها، تشجيعًا للمواطنين السعوديين للإقبال على المشاركة في التنافسات الدولية، ولمّا انتهت المرحلة الأخيرة وتم تتويج الفائز في السباق، انتشر البحث بسكل كبير لمعرفة ما هي هذه المنافسة، وما طبيعتها، ومواعيد إقامتها وكيفية المشاركة بها، لكن العنوان الأكثر بحثًا كان حول الفائز باللفب، فكثُر البحث بشكل كبير عن أول سعودي يصعد منصة رالي داكار.
ما هي رالي داكار 2025

تعد منافسة رالي داكار 2025 هي النسخة الثالثة للسباق التي تقام على أراضي الممكلة العربية السعودية، والنسخة الرابعة والأربعون من سباق رالي بشكل عام، وتشترك في هذا السابق للتنافس دراجات الدفع الرباعي، الدراجات النارية، السيارات والشاحنات، ويُقام رالي داكار 2025 في العاصمة السعودية الرياض تمامًا كما النسختين السابقتين من المنافسة في الشرق الأوسط، بحيث يتضمن 12 مرحلة من المنافسة تتم على مدار أسبوعين، تمتد من الأول من يناير 2025 وحتى الرابع عشر من يناير لنفس العام، مع وجود يوم راحة في منتصف السباق.
وتعتبر منافسة رالي 2025 هي الأضخم من حيث عدد المشاركين في السباق، حيث وصل عدد المشاركين فيه إلى 1065 متسابق على 578 مركبة، من 70 دولة مختلفة حول العالم.
وسيتم اختبار المتسابقين خلال السباق على مدار الأربعة عشر يومًا أكثر المغامرات التي تتطلبها رياضة الرالي الصحراوي، حيث سيواجه المتسابقون التضاريس الوعرة على طول المسافة المخصصة للسباق والتي تبلغ 8375 كيلو متر مربع، وذلك من أجل اختبار قدرة المتسابق على التحمل، وتُشكّل مسافة 4258 كيلو متر مربع من إجمالي مسافة السباق مراحل خاصة محكومة بالتوقيت، وتشمل المرور بالمناظر الطبيعية الخلّابة والمناطق الأثرية في المملكة العربية السعودية، كما سيشمل مضمار المسابقة مرحلة واحدة للماراثون، يتطلب فيها من المتسابق أن يتمتع بالقدرة على على التعامل مع المسار بشكل استراتيجي وتفكير ذهني على مستوى مرتفع، كما تتطلب وجود لياقة بدنية عالية، وفي هذه المرحلة يتم حظر كل وسائل المساعدة الخارجية عن المتسابق، بحيث لا يمكنه طلب المساعدة من المركبات المساعِدة ولا من أعضاء الفريق أو أي كادر مساعِد آخر.
مسار رالي داكار 2025

تبدأ المرحلة الأولى من السابق في يوم السبت الأول من يناير لعام 2025، وتكون نقطة البداية من جدة وصولًا إلى حائل، على مسافة 834 كيلو متر، بينما يكون اليوم التالي الثاني من يناير منافسة دائرية بطول 546 كيلو متر، وتمر عبر المناظر الطبيعية والمرتفعات الجبلية بشكل أساسي في شمال البلاد، وبعض الكثبان الرملية، حتى تصل إلى حائل.
وتُقام المرحلة الثانية من المنافسة يوم الإثنين الثالث من يناير، وتكون بين حائل والأرطاوية، وتمتد على مسافة 585 كيلو متر، على أن يمر الجزء الأول من هذه المرحلة بالكثبان الرملية.
ثم ينتقل المتنافسون إلى المرحلة الثالثة في يوم الثلاثاء 4 يناير، وتمتد على مسافة 554 كيلو متر، تبدأ من الأرطاوية وتنتهي في القيصومة، وتقسم هذه المحرلة إلى جزئين، بحيث يتضمن الجزء الأول الرمل، بينما يكون الجزء الثاني أسرع بكثير.
ينتقل المتسابقون فيا بعد ذلك إلى المرحلة الرابعة يوم الأربعاء 5 يناير، وينطلقون لمسافة تزيد عن 707 كيلو متر، من القيصومة ظغلى الرياض، وتكون هذه المرحلة هي أطول مرحلة في كل منافسة داكار، وسيكون اتجاهها نحو الجنوب، حيث سيجد المتنافسون مجموعة من التضاريس، تشمل المسارات السريعة في البداية، ثم الكثبان الرملية، انتهاءً بامتداد حجري.
في حين ستكون المرحلتين الخامسة والسادسة في يومي الخميس 6 يناير، والجمعة 7 يناير، على شكل سباقات دائرية تنتهي في العاصمة السعودية الرياض، بحيث تأخذ المرحلة الخامسة المتسابقين خلال مسارات ترابية وحجرية نحو شرق العاصمة، بينما تستكمل معهم المرحلة السادسة توجههم نحو الغرب حيث تقاطعات المضمار أولًا، ثمّ الكثبان الرملية، انتهاءً بمسارات سريعة.
ويكون يوم السبت 8 يناير هو يوم راحة للمتسابقين، على أن تُستأنَف المرحلة السابعة من السباق يوم الأحد 9 يناير، وتمتد من الرياض إلى الدوادمي، على مسافة 700 كيلو متر، حيث سيتجه المشاركون في هذه المرحلة إلى منطقة غير معروفة، بالإضافة إلى 100 كيلو متر أخرى من الكثبان الرملية.
وتكون المرحلة الثامنة من السباق يوم الاثنين، 10 يناير، تتضمن 828 كيلو متر، يتجّه فيها المتسابقون نحو جنوب المملكة إلى منطقة وادي الدواسير، حيث يبدأ السباق في منطقة من الوديان والكثبان الرملية.
وتُستَكمَل المرحلة التاسعة من السباق يوم الثلاثاء 11 يناير، وسيكون مسارها دائريًا حول وادي الدواسير، بمسافة 490 كيلو متر، على أن تبدأ المرحلة في الجبال الرملية، وتتجه نحو المنحدرات في نهايتها.
يوم الأربعاء 12 يناير سيخوض المتسابقون المرحلة العاشرة من المنافسة، وتكون على مسافة 757 كيلو متر يتم قطعها بالسيارة، امتدادًا من وادي الدواسير إلى بيشة، وستكون هذه المرحلة من أسرع مراحل رالي داكار، مع وجود خطر تقاطعات المسار.
وفي الثالث عشر من يناير تبدأ المرحلة رقم 11 من المنافسة في بيشة لتُكوّن الحلقة الرابعة ضمن مسارات رالي 2025، حيث ستغطي مسافة 500 كيلو متر.
وتُختَتم المنافسة في يوم الجمعة 14 يناير، ويكون مسارها من بيشة إلى جدة على مسافة 676 كيلو متر، على مسارات معظمها رملية، وارتباطات طويلة نحو ساحل البحر الأحمر التي تقود إلى منصة التتويج النهائية على كورنيش جدة.
الفائز في رالي داكار 2025

يعتبر حامل لقب كأس العالم للراليات والبطل السعودي يزيد بن محمد الراجحي هو أول سائق يحمل الجنسية السعودية يصعد إلى منصة تتويج رالي داكار على طلو تاريخها، حيث قاد سيارة تويوتا هايلوكس ليشارك بها في السابق، وهي من تصنيع فريق عمل بلجيكي يسمى “أوفردرايف”، وقد احتل المركز الثالث في المنافسة، تاركًا بذلك بصمته في عالم سباق المحركات.
وكان الراجحي قد واجه صعوبةً بالغة في تحقيق الفوز، خاصة بعد خسارته للكثير من الوقت بعد ضياع فريقه في المرحلة الأولى من السباق التي تميزت بصعوبتها على جميع الفرق المشاركة، ليأخذ الراجحي في تلك المرحلة الترتيب التاسع من الترتيب العام للمنافسة، بينما استطاع الراجحي بمساعدة زميله الإيرلندي مايكل أور من الفوز في المرحلة الرابعة من المنافسة قبل استلام العقوية الزمنية التي حُدّد مقدارها بدقيقتين، ليتقدما نحو المركز الخامس في ترتيب المتسابقين.
فيما كان البطل السعودي يزيد بن محمد الراجحي تغلب على قساوة مضمار السباق المُعد في منافسة رالي داكار 2025، وتمكّن من البدء في شق طريقه نحو منصة التتويج لمنافسة رياضة المحركات بدءًا من الأسبوع الثاني من المنافسة، حيث استطاع أن يبرز موهبنه الفذة وسرعته البالغة في اجتياز المسارات بمختلف أشكالها، ليصنع الفوارق الزمنية تباعًا بينه وبين المنافسين الآخرين، حيث طبّق الراجحي خلال المنافسة استراتيجية جديدة للتنافس تمكنه من القتال من الخلف بخطوات مدروسة، بما يحافظ له على وتيرة تقدمه ليصل في نهاية السابق إلى احتلاله للمركز الثالث من المنافسة.
وبذلك يكون البطل السعودي يزيد بن محمد الراجحي هو أول سائق محركات سعودي يتمكن من اعتلاء منصة رالي داكار الت تعد الأطول والأصعب في تاريخ داكار كله، حاصدًا المركز الثالث في المنافسة، متقدّمًا على منافسيه بفوارق زمنية معقولة، الأمر الذي يعد مدعاةً للفخر للمملكة العربية السعودية، ومن الجدير بالذكر أن هذه المنافسة من رالي داكار تمثّل المشاركة الثامنة على التوالي للبطل يزيد الراجحي، حيث استمرّ بالمشاركة في هذا السابق منذ العام 2015م.