كم مره ذكر شهر رمضان في القرآن الكريم، يعتبر القرآن الكريم هو المصدر الأول من مصادر التشريع الإسلامي، ومنه تنبثق كل الأحكام والأدلة الشرعية الواردة في المصادر الأخرى من مصادر التشريع، ويُعرَّف القرآن الكريم على أنه كلام الله المُعجَز، المُنزَّل على سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة الوحي جبريل، في غار حراء، المُتعبَّد بتلاوته، المنقول إلينا بالتواتر، المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، وقد احتوت سور القرآن الكريم على كافّة الموضوعات والأحكام اللازمة لتسيير حياة المسلمين، ومنها أركان الإسلام الذي يًعد صوم رمضان رُكنًا أساسيًا منها، لذلك يبحث الكثير من الناس في هذا الشهر عن كم مره ذكر شهر رمضان في القرآن الكريم.
كم مرة ذُكر رمضان في القرآن
ذُكر شهر رمضان في القرآن الكريم مرة واحدة فقط، في سورة البقرة، في الآية رقم 185، حيث قال الله تعالى: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان”.
وتأتي هذه الآية لتبيّن أحد فضائل هذا الشهر الفضيل، وهي نزول الكتاب المقدس فيه، وهو المصحف الشريف الذي يفيض بالحكمة ويعتبر معجزة الله الخالدة، ويتميز شهر رمضان بعبادة الصيام في نهاره، وكثرة العبادات والطاعات فيه، والإكثار من التهجد وقيام الليل في لياليه.
كما يشتمل هذا الشهر على ليلة القدر، التي وصفها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأنها خيرٌ من الف شهر، كما أن شهر رمضان المبارك هو الشهر الوحيد الذي يتميّز بنافلة صلاة التراويح، التي يصليها المسلمون بعد أداء فريضة العِشاء، وتعد نوعًا من أنواع قيام الليل.
كم مرة ورد ذكر الصيام في القرآن
وردت كلمة الصيام في القرآن الكريم أكثر من مرة وفي مواضع مختلفة، بلغ عددها أربعة مواضع نذكرها فيما يلي:
- الآية 183 من سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.
- الآية 187 من سورة البقرة، حيث قال الله تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”.
- الآية 26 من سورة مريم، وفيها قال عز وجل: “فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَـنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً”.
- الآية الرابعة من سورة المجادلة، حيث قال الله تعالى: “فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ”.
فضل قراءة القرآن في رمضان
تعد تلاوة القرآن الكريم من أعظم العبادات التي يتقرّب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، خاصة في شهر رمضان المبارك، حيث في هذا الشهر تتعاظم الاجور والمنازل وتكثر الحسنات، كما أن تلاوة القرآن الكريم في شهر رمضان وغيره من أيام السنة، وتدبّر آياته وحفظه سببًا من أسباب الشفاعة يوم القيامة، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف حسبما أخرج مسلم في صحيحه: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ”.
وفي فضل قراءة القرآن الكريم فإن كل حرف يُقرأ بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، كما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث قال: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقول الم حرفٌ ولَكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”.
وبذلك نكون قد فصّلنا لكم فضل تلاوة القرآن الكريم، في شهر رمضان على وجه التحديد، كما ذكرنا لكم بشكل مُفصَّل الإجابة على سؤال كم مره ذكر شهر رمضان في القرآن الكريم، بالإضافة إلى ذِكر المواضع التي ذُكر فيها الصيام في القرآن الكريم.