هل العطر يجرح الصيام

هل العطر يجرح الصيام، تداول الكثير من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذا السؤال مع بداية أولى أيام شهر رمضان المبارك، وهو هل العطور والطيب والبخور وشم رائحتها في نهار رمضان تبطل الصيام أو لا حرج في ذلك، وما هو الحكم الشرعي الذي أصدره الفقهاء المأخوذ من الشريعة الإسلامية والسنة النبوية، وما هي أقوال المذاهب الأربعة في هل العطر يجرح الصيام، وما هو حكم شم الصائم للرائحة الطيب والبخور.

هل الطيب يضر بالصيام في رمضان

هل الطيب يضر بالصيام في رمضان
هل الطيب يضر بالصيام في رمضان

عند علماء المسلمين فإن الطيب لا يفسد الصيام ومن عذب بملابسهم ووجههم لم يفسد الصيام لبس العطور والعطور على اختلاف أنواعها، واستعمال العطور المنزلية المعطرة والصابون المعطر عند الاستحمام أثناء الصيام لا يضر بالصوم بالإضافة إلى أن استنشاق الروائح الكريهة لا يفسد الصيام لأن الرائحة فقط هي التي تصل إلى الجوف، والرائحة لا تضر ولا تفسد، كما أنها ليست كطعام أو شراب معين، لأنها لا تفسد يؤذي ولا يدخل الجوف فلا حرج في استخدامه أثناء الصيام.

ما حكم من يشتم الصائم برائحة الطيب والبخور

ما حكم من يشتم الصائم برائحة الطيب والبخور
ما حكم من يشتم الصائم برائحة الطيب والبخور

لا حرج في شم الطيب أثناء الصيام، ولا يفطر لذلك، إلا إذا كان لهذا العطر دخان مثل البخور، فلا يجوز استنشاقه أثناء الصيام ؛ لأن ذلك يؤدي إلى دخول أجزاء منه الجسد والبطن، وأما مجرد الرائحة فهو لا يفسد الصيام قال الشيخ ابن عثيمين: أما الطيب فيجوز للصائم أول النهار وآخره، سواء كان العطر بخوراً أم زيتاً أم غير ذلك إلا أنه لا يجوز استنشاق البخور، لأن البخور له أجزاء ملموسة وملموسة تصل إلى الجوف، فإذا استنشق الصائم رائحة البخور ترتفع إلى أنفه ثم إلى بطنه، لهذا السبب النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم لليتيم بن صبرا رضي الله عنه: أبالغ في الاستنشاق إلا إذا كنت صائماً لذلك فإن رائحة الطيب لا تفطر حتى لو استنشق هذا العطر ؛ لأنه لا يصعد إلا إلى بدنه إلا للرائحة، وأما البخور فلا مانع من تعطير الصائم لنفسه وثيابه وثيابه رأسك ولا تستنشقه، لأنك إذا استنشقته ودخل بعض دخانه إلى معدتك، فالدخان كالماء يؤدي إلى الفطر، فلا يجوز استنشاق البخور في نهار رمضان لأنه يحتوي على دخان يصعد ويدخل جوفه يفطر.

أثر رائحة البخور والعطر في الصيام برمضان عند المذاهب الأربعة

أثر رائحة البخور والعطر في الصيام برمضان عند المذاهب الأربعة
أثر رائحة البخور والعطر في الصيام برمضان عند المذاهب الأربعة

نذكر ضوابط استنشاق البخور في المذاهب الأربعة وهي كالتالي:

مذهب الحنفية

مذهب الحنفية
مذهب الحنفية

قالوا: إذا دخل الدخان إلى حلقك بأي وجه يكون المدخل، ولو تبخر بالبخور، تلبسه وتشتمه، تذكر صيامك أفطرت لأنه يمكن اجتنابه “في رأيهم: استنشاق اللبان مبطل للصوم، وإذا شمته بغير استنشاقه أو عمدًا لم يفسد صومك، وكالرائحة الطيبة لا يفطر”.

مذهب المالكي

مذهب المالكي
مذهب المالكي

قالوا: استنشاق البخور يبطل الصوم، ومن شروط صحة الصوم عدم استنشاق البخور، واستنشاق الكثير من الطعام يعادله، ويجوز للبخور أن يشم رائحته لصعوبة حماية نفسه منها “.

مذهب الشافعي

مذهب الشافعي
مذهب الشافعي

ولم ير أتباع هذه العقيدة وجود أي ضرر للصوم باستنشاق البخور، فقالوا: “إمساك وصول العين إلى ما يسمي الجوف، ومن يفعل ذلك لا يقال على حبس، على عكس القدوم آثار مثل الطعم والرياح بالرائحة، ومماثلة لدخول الدخان أو البخور في المعدة، وإن كان الصائم يتعمد فتح فمه حتى يدخل البخار بطنه.

مذهب الحنبلي

مذهب الحنبلي
مذهب الحنبلي

قال الحنابلة: إذا تعمد استنشاق اللبان ونزل إلى حلقه أفطر، ولا يحبون أن يشم الصائم ما لا يضمن وصوله إلى حلق المسك العميق والكافور والشحم واللبان، حتى لا تصل إلى معدتك لتفطر.

تلك هي الأقوال الدينية في المذاهب الأربعة لكل من الشافعية والحنابلة والحنفية والمالكية، والتي كان لهم آراء متباينة ومتقاربة في هل العطر يجرح الصيام، والحكم الشرعي لشم الصائم لكل من أنواع العطور والبخور والطيب في نهار شهر رمضان المبارك.

Scroll to Top