ماهي اول غزوه خاضها المسلمون في رمضان، خاض المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية الكثير من المعارك والغزوات ضد المشركين من أجل رفع راية الإسلام وجعل كلمة الله وكلمة الإسلام هي الكلمة العليا، وكان شهر رمضان المبارك عند المسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتصر عباداته على الصلاة والصيام والعبادات الأخرى مثل تلاوة القرآن والاستغفار والذكر وما شابه، إنما كان شهرًا يُحفّزهم على الجهاد في سبيل الله ومحاربة اعداء الدين، فقد خاض المسلمون خلال الشهر الفضيل العديد من الغزوات، ويرغب الكثيرون من المتتبعين لسيرة الصحابة الكرام والمسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفة ماهي اول غزوه خاضها المسلمون في رمضان.
ما هي الغزوات التي خاضها المسلمون في شهر رمضان
خاض المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غزوتين خلال أيام شهر رمضان المبارك، من أجل رفع راية الإسلام، وهدي المشركين للتفريق بين الحق والباطل، ومن أجل تحرير البلاد الإسلامية من ظلم المشركين وتطهيرها من الكفر، وهاتين الغزوتين هما غزوة بدر وفتح مكة، وفيما يلي تفصيل كل منهما على حِدة.
أول غزوة خاضها المسلمون في شهر رمضان
كانت غزوة بدر هي أول غزوة يخوضها المسلمون مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك، وقد وقعت في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة بين المسلمين بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقبيلة قريش وحلفائها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، وسًميت غزوة بدر بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت فيها المعركة، كما أن بدر هي بئر معروفة تقع بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.
كما سًميت هذه المعركة أيضًا باسم بدر الكبرى، وبدر القتال، ويوم الفرقان. وكان عدد المسلمين في هذه الغزوة حوالي ثلاثمائة وبضع عشر رجلًا، بصحبة سبعين جملًا وفرسين، بينما بلغ عدد قريش فيها ألف رجل بمئتي فرس، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين على قريش وقُتل قائد قريش عمرو بن هشام، بالإضافة إلى سبعين رجل منهم، كما تم أسر سبعين آخرين من قريش لدى المسلمين.
نتائج معركة بدر
كان من نتائج معركة بدر تقوية شوكة المسلمين، فأصبحوا مرهوبين في المدينة وما يحيطها، وأصبح للدولة الإسلامية مصدر دخل جديد وهو غنائم الجهاد، وبذلك انتعشت الحالة الاقتصادية للمسلمين بعد حالة من البؤس والفقر الشديدين اللذين داما لما يقارب التسعة عشر شهرًا.
بينما كانت نتائج المعركة بالنسبة لكفار قريش فقد كانت خسارة فادحة لهم، حيث قُتل في الغزوة سبعين رجل منهم، من بينهم قائدهم عمرو بن هشام، أمية بن خلف، عتبة بن ربيعة، وغيرهم من زعماء القبيلة الذين كانوا الأشد بطشًا وبأسًا وقوة وشجاعة، كما أُسر سبعين آخرين، كما كانت هذه المعركة خسارة معنوية لهم فضلًا عن خسارتهم الحربية، فقد أصبحت المدينة بعد ذلك مصدر تهديد لتجارة قريش، وكذلك سيادتها ونفوذها في سائر مناطق الحجاز.
غزوات المسلمين في رمضان
لم تكن غزوة بدر الكبرى هي الغزوة الوحيدة التي خاضها المسلمون في شهر رمضان المبارك، بل كذلك كانت فتح مكة، التي وقعت في العشرين من رمضان سنة ثمانية للهجرة، تمكّن خلالها المسلمون من فتح مكة وضمها إلى الدولة الإسلامية، وكان سبب الغزوة أن قريش قد نقضت العهد بينها وبين المسلمين الذي عُرف باسم صلح الحديبية، حين أعانت حلفائها من بني الدنل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة في معركتهم ضد قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين، فجهّز النبي محمد صلى الله عليه وسلم جيشًا من عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، حتى وصل الجيش هناك فدخلوها من دون قتال، باستثناء السرية التي كانت بقيادة خالد بن الوليد، حيث حاول اعتراضها المشركون بقيادة عكرمة بن أبي جهل، فقاتله خالد بن الوليد وقتل منهم آنذاك 12 رجلًا، وقُتل اثنان من المسلمين.
إلى هنا نكون قد تعرّفنا على المعارك والغزوات التي خاضها المسلمون في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك، وتعرّفنا على أسباب ونتائج هذه الغزوات، كما أجبنا على السؤال المطروح بشأن ماهي اول غزوه خاضها المسلمون في رمضان.