المشاهد التي راها الرسول في رحلة الاسراء والمعراج، كانت تلك الرحلة اختبارا لإيمان ويقين المسلمين، وفرصة للنبي -صلى الله عليه وسلم- حتى يشاهد القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة تلك المعاني الغيبية، والتشريف بمناجاة الله في مكان لم يصل له بشر من قبل، وكونها سببا في تخفيف احزانه وهمومه، وتجديد عزمه حتى يواصل دعوته والتصدي للأذى الذي يتعرض له من قومه، وخلال تلك الرحلة مر الرسول بعدد من المشاهد، لنتعرف عليها في مقالنا.
المشاهد التي راها الرسول في رحلة الاسراء والمعراج
من عظمة وبلاغة القرءان الكريم انه جاء ملخصا لحادثة الاسراء والمعراج ضمن آية واحدة موضحا فيها نقطة البداية ونقطة النهاية، فالله تعال القادر على تلخيصها في كتابه، قادرا على تسهيلها للنبي محمد، حيث ثبتت الرحلة في قول تعالى “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى”، الا ان الاعراج جاء ثابتا في الاحاديث الصحيحة، وبعض العلماء قال انه لم يثبت في القرءان بشكل صريح، لكن اشير له في سورة النجم، ومن المشاهد التي رآها الرسول:
جبريل على هيئته الحقيقية
رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلال رحلته الصورة الحقيقية لجبريل التي خلقه الله عليها، وهي خلقة عظيمة وآية من آياته عز وجل، فهو مخلوق عظيم يمتلك ستمائة جناح، كل جناح مده كمد البصر، حيث رآه الرسول مرتين وهو بهيئته الحقيقية، الاولى كانت في الأفق الأعلى، والثانية عند سدرة المنتهى، والبعض ظن ان الرسول رأى ربه خلال رحلة الاسراء والمعراج لكن الحقيقة انه رأى جبريل، ودليل ذلك قوله تعالى “لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار”، لكن في بوم الحساب سيراه الرسول المؤمنين، وفي الجنة بإجماع كل من اهل السنة والجماعة.
شاهد أيضاً: جاء جبريل ليعلم الناس أمور دينهم وكان موضوع الحوار بينه وبين الرسول يتضمن
البراق
راها الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلال رحلة الاسراء والمعراج، وهي دابة بيضاء اللون طويلة حيث وصفت انها أطول من الحمار وأصغر من البغل، وهي الدابة التي ركب عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- حتى ينتقل من مكة المكرمة الى بيت المقدس خلال رحلة الاسراء والمعراج.
الأنبياء
بحسب ما ثبت في الحديث الصحيح ان الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أثناء صعوده للسموات العلى برفقة جبريل رضي الله عنه، كان يرى في كل سماء نبي او أكثر، ففي السماء الاولى رأى آدم عليه السلام، والثانية عيسى ويحيى عليهما السلام، والثالثة يوسف عليه السلام، والرابعة ادريس عليه السلام، والخامسة هارون عليه السلام، والسادسة موسى عليه السلام، والسابعة إبراهيم عليه السلام، ومما ثبت ان النبي صلى خلال رحلة الاسراء والمعراج في الأنبياء اماما، لكن اختلف في الوقت الذي حصل فيه ذلك، فمنهم من قال انه ام بهم عند مقدمه للمسجد الأقصى، ومنهم من قال انه أمهم عندما عرج للسماء، ومالك صاحب النار، وفق ما جاء في الاحاديث الصحيحة للرسول -صلى الله عليه وسلم-، انه رأى خلال رحلة الاسراء والمعراج الملك خازن النار، وهو مالك عليه السلام، كما ان مالك هو الذي بدأ الرسول بالسلام.
شاهد أيضاً: من الأنبياء الذين رُزقوا بالولد حين طلبه على كبر سنه وعقم زوجته
البيت المعمور
هو البيت الذي يصلي فيه بشكل يومي سبعين الف ملك، لا يعودوا له ابدا، ومما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، ان النبي -صلى الله عليه وسلم- أثناء عروجه للسماوات العلى بصحبة جبريل رأى البيت المعمور، حيث قال “فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور”، كما ان الرسول رأى خلال رحلته سدرة المنهى والنار ونهر الكوثر.
المشاهد التي راها الرسول في رحلة الاسراء والمعراج، من اكثر المشاهد رعبا لما رآه الرسول خلال رحلته، النار والتي صنفا لثلاث، الأول لمن يخوض في اعراض الناس، والثاني لمن يأمرون الناس بالمعروف وينسون ذاتهم، والثالث لمن يأكلون الربا، عافانا الله واياكم.